افتتاحية/ أربعة أعوام مضت منذ تنصيب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.. الحصاد المشرِّف

تحل اليوم الثلاثاء، فاتح شهر أغسطس 2023، الذكرى الرابعة لأداء رئيس الجمهورية وقائد الأمة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني القسم رئيسا للجمهورية بعد فوزه في الجولة الأولى من السباق الرئاسي بغالبية أصوات الناخبين.

أعوام أربعة من الإدارة الحكيمة والقدرة على تجاوز الصعاب، حيث مر العالم بجائحة كورونا، التي أصابت الاقتصاد العالمي في مقتل، ثم تلتها الحرب الروسية على أوكرانيا، والتي جاءت لتجهز على الاقتصاد الجريح وهو يحاول النهوض من كبوة الفيروس الخطير.

وخلال هذه الأعوام الأربعة، لم يكتف رئيس الجمهورية بمجرد الوفاء بتعهداته التي قطعها على نفسه في أوقات الرخاء، بل زاد على الوفاء بها بما أملته ظروف الشدة المتمثلة في الأزمتين المتتاليتين ليخرج البلد والشعب مرفوعي الرأس، رغم الصعاب الجمة والعراقيل الكثيرة التي عانتها كل الدول والشعوب عبر العالم.

لقد استنفرت الدولة كافة طواقمها الطبية، ووفرت كل المستلزمات اللوجستية التي مثلت سدا منيعا أمام انتشار جائحة كورونا، فجلبت الدبلوماسية النشطة اللقاحات المضادة لكورونا من مختلف القارات، فضلا عما رصدته الدولة من ميزانيات ضخمة لشراء تلك اللقاحات، وما وفرته من خلال تقديم خدمات فورية ومجانية في مختلف المستشفيات والمستوصفات والنقاط الصحية المنتشرة في ربوع الوطن، وما نظمته من حملات توعوية تستهددف التحذير من خطورة انتشار الفيروس الفتاك، وهو ما مكن من عبور دائرة الخطر المحدق بكل أمان.

وأمام الوضع الاقتصادي الكارثي الذي خلفته تداعيات الحرب الدائرة على أوكرانيا على الاقتصاد العالمي، ظلت موريتانيا، بسبب وعي رئيسها وحكمته وتوجيهاته، من أقل الدول تأثرا بتلك التداعيات الخطيرة، رغم الأثر السلبي على اقتصادها ككل دول العالم.

وبالتوازي مع الوفاء بتلك الالتزامات الطارئة، ظلت وتيرة الوفاء بالبرنامج الانتخابي "تعهداتي" متسارعة حتى النهاية.

ففي المجال السياسي، وفر رئيس الجمهورية الأجواء المناسبة للانسجام والتعاطي الإيجابي بين مختلف مكونات الطيف الموالي والمعارض، فحقق إجماعا غير مسبوق أثمر تهدئة مكنت من تجاوز الخطاب العنيف والتنابز بالألقاب اللذين طبعا فترة العشرية، وتم تنظيم انتخابات برلمانية وجهوية وبلدية توافقية، شهدت تمثيل كافة الطيف السياسي في الهيئات والمجالس المنتخبة.

وفي المجال الاجتماعي، الذي يعتبر مربط فرس تعهدات رئيس الجمهورية، تم توجيه العديد من البرامج الممولة بالمليارات لفائدة الفقراء والطبقات الهشة في كل شبر من أرض الوطن، توزيعا للمساعدات النقدية والعينية، وتأمينا صحيا لأكثر من نصف مليون شخص معدم، وتمويلا للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتشغيلا للشباب وذوي الخبرات والمهارات المختلفة، فضلا عما قامت به الدولة من جهد كبير ومقدر في مجال تنظيم وتأطير التنقيب الأهلي عن الذهب من خلال توفير الأمن والمياه والدواء والإرشاد والتوعية والانقاذ.

وفي قطاع الإسكان والعمران والاستصلاح الترابي، الذي يعتبر أبرز قطاع نفذ التزامات رئيس الجمهورية وطبق برنامجه الانتخابي، انتهت الأشغال في عشرات المنشآت العمومية؛ كالسفارات والمجالس الجهوية والملاعب الرياضية والمدارس والثانويات ودور الشباب وتأهيل الساحات العمومية  ومكبات النفايات، بالإضافة إلى مساكن وبنى تحتية ومؤسسات خدمية في مناطق تم استصلاحها لإيواء آلاف الأسر التي لا تزال تقطن الأحياء العشوائية. 

كما عالجت مديرية العمليات الحضرية عشرات الملفات التي تتعلق بطلبات وتظلمات المواطنين، فضلا عن إصدار عشرات أذون البناء على مستوى العاصمة نواكشوط.

كل ذلك، والوتيرة تتسارع في مجالات إصلاح التعليم، لتدخل المدرسة الجمهورية عامها الثاني بمجرد افتتاح العام الدراسي المقبل، كما تم توفير الخدمات الصحية والكهربائية والمائية بشكل انعكس إيجابا على حياة الناس. 

أما على المستوى الاقتصادي، فقد أعادت الدولة الدور المحوري والأساسي لشركة "سنيم"، بعد أن شارفت على الإفلاس، وقامت بتنظيم الصيد البحري ليمارس دوره الكامل في دعم الاقتصاد وتشغيل اليد العاملة.

وقد شهد قطاع الصيد إصلاحات جوهرية غير مسبوقة. 

وخلال السنوات الأربع التي خلت، ولأول مرة في تاريخ الدولة الحديثة، أولى رئيس الجمهورية عناية خاصة للثروة الحيوانية وللزراعة المطرية، وذلك من خلال إشرافه الشخصي على أول معرض للثروة الحيوانية العام قبل الأخير في ولاية الحوض الشرقي، وكذلك إشرافه العام الماضي على إطلاق الحملة الزراعية، خاصة المطرية، في ولاية الحوض الغربي، حيث يعتبر الحدثان التفاتة غير مسبوقة نحو الداخل الذي ظل مهمشا، وظلت ثرواته الهامة في مهب الريح.

كما أن ولايات النخيل نالت حظها من اهتمام رئيس الجمهورية، خلال السنوات الماضية من مأموريته الأولى، من خلال ما تقوم به شركة التمور من رعاية للواحات، ودعم وإرشاد للمزارعين، وتسويق للمنتوج الذي أصبح منافسا قويا داخل الأسواق. 

وشهد مجال البنى التحتية قفزة نوعية أنتجت بناء العديد من المحاور الطرقية الهامة، ومئات الكيلومترات داخل المدن، وذلك وفق المعايير الدولية المعروفة في هذا المجال، ويجري العمل على إنشاء ثلاثة جسور في العاصمة نواكشوط، في حين تم توقيع ثلاث اتفاقيات هامة، تقضي أولاها ببناء جسر روصو الرابط بين موريتانيا والسنغال، وتتعلق الثانية ببناء طريق سريع بين العاصمة نواكشوط ومدينة بتلميت، بينما تتمثل الاتفاقية الثالثة في توقيع اتفاق لتوفير قطار "تراموي" لحل مشكل النقل داخل العاصمة نواكشوط. 

أما على المستوى الخارجي، فقد عرفت الدبلوماسية الموريتانية انتعاشا كبيرا خلال السنوات الأربع الأخيرة، فعاد الدفء لعلاقاتنا مع دول الجوار ومع العديد من الدول العربية وغير العربية، كما عادت الندية والتوازن والاحترام المتبادل بين موريتانيا ومختلف دول العالم.

إنه الحصاد المشرف، والذي لا غبار عليه، رغم أن السنوات التي مضت من مأمورية رئيس الجمهورية كانت فترة تحول كبرى في الوضع الاقتصادي الدولي، لكن حكمة فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني  وإصراره على الوفاء بتعهداته، جعلت موريتانيا من آخر الدول التي تصلها الهزات الارتدادية للزلزال الاقتصادي الكبير، الذي هز اقتصاديات الدول الكبرى بشكل عنيف. 

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء

 

ثلاثاء, 01/08/2023 - 00:35