الاعتكاف.. الحاضر الأبرز في العشر الأواخر بمساجد نواكشوط

 

الوئام الوطني ـ تقارير ـ تترك السيدة "لال" بيتها وتودع الأهل متجهة إلى مسجد يقع خارج منطقتها السكنية لتقضي فيه يوما وليلة معتكفة، في أول ليالي العشر الأواخر من رمضان.

هي عادة دأبت عليها ـ كما تقول ـ هي وسيدات أخريات، بهدف العبادة وقضاء وقت أطول في بيوت الله بعيدا عن ضوضاء المنزل.

 

ظاهرة جديدة في المجتمع

يعتبر المجتمع الموريتاني حديث عهد ب"الاعتكاف" وذلك لأسباب متعددة منها كونه مجتمعا لم يعرف التمدن، ومجتمع رحل لا يعرف الاستقرار، كما أن الاعتكاف بالنسبة للنساء أيضا جديد ولم يكن يسمح لهن بالخروج من المنزل، علما أن بالإمكان الاعتكاف داخل البيت، إلا أن الاعتكاف في المساجد يعرف الإقبال وبنسب متزايدة.

في شهر رمضان تمتلئ مساجد موريتانيا لحضور الدروس الدينية

وساهمت الجمعيات الخيرية التي تقدم مواد الإفطار ومواد تموينية في تدعيم ظاهرة الاعتكاف وإقبال الناس عليها بالمساجد، وتعتبر شريحة الشباب الشريحة الأكثر إقبالاً على الاعتكاف في عموم مساجد موريتانيا، وما زاد في تدعيم هذه الظاهرة أيضًا عدم وجود أي شروط للراغبين في الاعتكاف، ذلك أن المساجد مفتوحة كامل الوقت وللجميع عكس بعض الدول العربية الأخرى.

فضلاً عن ذلك، يقبل كثير من الموريتانيين على صلاة التهجد حيث يقاربون في أعدادهم من يحضرون صلاة الجمعة، فتمتلئ المساجد بالمصلين خلال العشر الأواخر من رمضان.

ويقسم الموريتانيون أيام رمضان الثلاثين إلى عشرة أيام تسير سير الخيل هي الأولى وتمر سريعة، وعشرة أيام تسير سير الإبل وتمر متباطئة، وعشرة أيام تسير سير الحمير هي الأخيرة وتمر شديدة البطء كأنها عشرة أعوام.

اعتكاف النساء

تخصص المساجد أجزاء منها للنساء، وأصبحت في الفترة الأخيرة ظاهرة اعتكاف النساء محل تنافس كبير لدى بعض المساجد.

وتطلب الأمر من القائمين بأمر هذه المساجد تخصيص سيدات للتنظيم والمتابعة بفعل النسب الكبيرة للراغبات في الاعتكاف.وتضع المنظمات شروطا تنظيمية من بينها تسجيل السيدات بالأسماء وضبط الهواتف ومصادرتها في بعض الأوقات ومنع دخول الأفرشة والملابس الثقيلة، كما توفر هذه المساجد وجباب الإفطار والسحور بشكل مجاني للمعتكفات.

اثنين, 01/04/2024 - 19:10