موريتانيا تضع خطتين للتأمين من "كورونا" وللإنقاذ من تبعاته/ إسماعيل ولد الرباني

الوئام الوطني (افتتاحية) - أثناء حملته الانتخابية التي حملته إلى القصر الرمادي رئيسا لموريتانيا، لم يكن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني يعلم، ولا غيره يدري، أن ثمة جائحة جديدة من فصيلة كورونا تدعى "كوفيد 19"، تتربص بأرواح البشرية وباقتصادات العالم.

ومع ذلك، كان برنامجه الانتخابي عبارة عن خطة محكمة للتصدي لكارثة وشيكة الوقوع، لا أحد توقعها أو استشعر وقوعها.

تعهد البرنامج الانتخابي للرئيس الغزواني بإنشاء وكالة "التآزر" لدعم وإيواء الفقراء من شعبه، وأنجز حر ما وعد.

ووعد الرئيس بتوفير عشرات الآلاف من فرص العمل، وقد قطعت حكومته أشواطا معتبرة في ذلك الاتجاه، وهنا تجدر الإشارة إلى اكتتاب آلاف من حملة الشهادات العاطلين عن العمل لتقديم خدمة للتعليم، وذلك لسد النقص الحاصل في طواقم التدريس في التعليمين الأساسي والثانوي. 

وفي مجال الصحة، فعلت الحكومة قوانين ضبط الصيدلة، ومنعت استيراد الأدوية المزورة وبيع الادوية منتهية الصلاحية وزودت صيدليات المراكز الصحية والمستشفيات بالأدوية اللازمة، كما طبقت مجانية التعالج في الحالات المستعجلة، وتعمل الآن على تنظيم القطاع الخاص، فضلا عن مساعيها لجعل معاينة الاطباء الاخصائيين والفحوص في متناول الجميع. 

وفي مجال الغذاء، عملت المصالح المختصة على إخلاء السوق من المواد الغذائية المزورة ومنتهية الصلاحية. 

ويلاحظ المستهلك الموريتاني تحسنا كبيرا في خدمات الماء والكهرباء، وتقلصا كبيرا في أوقات الانقطاعات التي اختفت من بعض المناطق، وهي في طريقها الى الاختفاء كليا من جميع المدن والأحياء. 

وضمن ذات السياق، بدأت شركة الكهرباء، فعليا، في تنزيل برنامج لكهربة العديد من القرى والتجمعات الحضرية، وهو البرنامج المقرر إنجازه قبل نهاية العام الجاري. 

وفي مجال البنى التحية، أشرف رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني على إطلاق عصرنة مدينة سيلبابي، في حين أشرف الوزير الأول اسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا على استئناف العمل في مطار مدينة النعمه، بعد ترميمه، كما أشرف على إطلاق مشاريع كبرى في ولاية لبراكنه، وأعطى إشارة البدء في بناء مقطع طريق الأمل "بتلميت-ألاگ"، الذي شهد العديد من حوادث السير خلال السنوات الأخيرة بسبب الإهمال. 

إن تدخل السلطات العمومية الإيجابي في المجالات سالفة الذكر، لم يكن سوى مثال على جدية الرئيس وحكومته في نقل البلد من مربع الفقر والجهل والمرض، نحو فضاء جديد تستحقه موريتانيا ضمن عالم أفضل.

وفي ذروة انشغال الدولة في تنفيذ مشاريعها التنموية، واطمئنان المواطن على جني ثمار تلك المشاريع، ظهرت، فجأة ودون سابق إنذار، جائحة كورونا، والتي تحدت أعظم اقتصادات العالم ودمرت الكثير من منظوماته الصحية العتيقة، ولم تكن بلادنا في منأى عن الخطر الجديد.

كان أكثر المراقبين تفاؤلا، يتوقع من نظام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني أن يمضي في تطبيق برنامجه الانتخابي في ظل الجائحة، باعتباره آخر ما في جعبته من إصلاح، لكن الرئيس فاجأ الجميع ببرنامج طوارئ محكم وفوري وفعال، لم يقتصر على استراتيجية التصدي للمرض، وإنما تجاوزها بوضع وتنفيذ استراتيجية التصدي لآثاره السلبية على الفقراء أولا، ثم باقي أفراد الشعب ثانيا.

فبعد خطة التأمين، التي سهر الوزير الأول المهندس إسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا وحكومته ذات الكفاءة والتجانس، على تنفيذها، كانت خطة الإنقاذ من تبعات الخطة الأولى جاهزة، ويجري العمل على تنفيذها فورا ودونما تأخير.

لقد وضع الرئيس خطتي التأمين والإنقاذ، وأشرف عليهما الوزير الاول، ونفذتهما الحكومة، فتم تجنيب البلد خطر انتشار الفيروس الخطير، في حين وصلت المساعدات الأسر الهشة والمنمين، أو هي في طريقها إليهم، وكل ذلك يجري في جو من الأمن والسكينة والأمان.. وهو ما لقي الترحيب والإشادة من طرف الجميع.

 

لقراءة الافتتاحية باللغة الفرنسية افتح الرابط التالي :  https://alwiam.info/fr/ar/8064

أربعاء, 15/04/2020 - 22:30