نواكشوط/ "محطة كلينيك" في زمن كورونا.. شكاوى ومطالب

تعرف منطقة "كلينيك"، وسط العاصمة نواكشوط، بالزحام الخانق بين البشر وباصات التقل وسيارات الاجرة والعربات التي تجرها الحمير.

فملتقى طرق العيادة المجمعة، المعروف شعبيا ب"كلينيك"، تنطلق منه كافة الطرق المؤدية إلى مختلف مقاطعات العاصمة، وكذلك الطريق المؤدي إلى شاطئ المحيط الأطلسي، حيث سوق السمك الذي يؤمه الكثيرون للعمل أو التبضع، وللتنزه احيانا.

لا نظام يحكم سير الأشخاص أو وسائل نقلهم في رقعة "كلينيك" الصغيرة والمتسخة بشكل يبعث على الاشمئزاز، ولا وجود لأي مظهر من مظاهر الاستجابة للتعليمات الصحية للوقاية من فيروس كورونا، فالكل يسعى خلف مهمته دون أدنى اكتراث بما سواها، حيث يلج الاكتظاظات الخانقة للظفر بمبتغاه مهما كلفه ذلك من ثمن.

وحدهم سائقو باصات النقل وسيارات الأجرة يتحدثون عن إجراءات الحكومة للوقاية من الفيروس، لكن من زاوية الخسائر التي كبدتهم تلك الإجراءات.

فأصحاب الباصات يقولون إن الجميع بات يفضل ركوب سيارات "التاكسي" الصغيرة هربا من زحمة الباصات، مشيرين إلى أنهم يمضون يومهم في انتظار دخل يبدو أنه لم يعد كما كان.

وفي تصريح لوكالة الوئام الوطني للأنباء، اشتكى مساعد سائق أحد الباصات قائلا: "أصبحنا ننتظر كثيرا حتى نجد 4 أو 5 ركاب لأن الناس أصبحت تتهافت على ركوب التاكسي لخوفها من الازدحام والاختلاط بالآخرين"، وأضاف: "إجراءات الاحتراز من كورونا أضرت بنا كثيرا وضيعا علينا الكثير من الوقت والرحلات مردودها ضئيل بسبب إجبارية التباعد بين الركاب".

وفي محطة سيارات الأجرة التي تنقل الركاب من"كلينيك" إلى الشاطئ، ينهمك مسؤول المحطة عبد الرحمن ولد حبيب في ترتيب السيارات الخاضعة لنفوذه حسب توقيت العودة إلى المحطة، ويقول لموفد الوئام: "انا وأربعة أشخاص معي نشكللجنة تتولى ترتيب النقل عبر المحطة، لكن الخوف من كورونا يقلنا، والخروج لكسب لقمة العيش يجبرنا على الخروج من منازلها"، قبل أن يستدرك: "لن يحصل في النهاية إلا ما قدره الله".

اما علين با ولحبوس اميجن، وهما زميلان لعبد الرحمن، فيضيفان: "نحن ننظم النقل ما بين كلينك والشاطئ.. سابقا كانت التاكسي تحمل 4 فى المقعد الخلفي و2 فى المقعد الأمامي، وهو ما يعني حصول السيارة الواحدة على مبلغ 600 أوقية قديمة ذهابا ومثله إيابا"، وقالا: "الآن، وبعد قرار الدولة أن ركاب التاكسي لا يتجاوزون 3 حاولنا رفع الأجرة إلى 200 للواحد لكن الركاب رفضوا

لان أغلبيتهم من الفقراء الحمالة وبائعات السمكومنظفيه،ه وهؤلاء لا يستطيعون مضاعفة التذكرة، خاصة في ظل تراجع الدخل بسبب الإجراءات".

ويضيف المشرفون على محطة"تاكسيات كلينيك": "هذه الأمور صعبت علينا الحياة خاصة أن المازوت غال والدخل الذي نجني تراجع إلى النصف"، وقالوا: "نرجوا من الدولة أن تراعي ما نحن فيه وتضعنا فى قائمة من تضرر من جراء كورونا".

أحد, 19/04/2020 - 07:34