بيان هام من العلامة الشيخ الفخامة ولد الشيخ سيديا إلى المريدين والتلاميذ والمحبين وعامة الموريتانيين

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وبعد فإنه إلى جماعات المريدين والمحبين والإخوان الناصحين والأوداء والأخلاء والأحباب كل باسمه وصالح وسمه 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلاهو وأخبركم أني لم أجب رسائلكم الكثيرة التى وردتني في شأن ليلة سبع وعشرين وذالك نظرا لكثرتها فتبارك الله أحسن الخالقين 

فارتأيت أن أخرج لكم بيانا يشمل جوابكم في مكان واحد فاقولْ والله هو المعول عليه والمسؤولْ نحن نوقف في هذا العام تجمع ليلة سبع وعشرين ونأسف لذالك ونحمد عليه الله عز وجل فإنا كنا نصنعه لأنا نرى أنه أرضى لله عز وجل والآن تركناه لأنا رأيناه أرضى له سبحانه وتعالى لأن التجمع في زمن الوباء يأباه الشرع وأنتم ولله الحمد كنتم تجتمعون لإحياء هذه الليلة المباركة بذكر الله تعالى من تدارس قرآن وعلوم شريعة وهيللة وتسبيح وتحميدوتكبير وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وحضور ختم القرآن ودعائه وما كنتم تصنعون إلا ذكرا واردا عن النبي صلى الله عليه وسلم فأنتم ولله الحمد على النهج القويم الذي كان عليه السلف الصالح من الاجتماع للأذكار التى مدارها على الحديث القدسي الصحيح الذي فيه وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منه وأمثاله من الأحاديث الصحيحة الصريحة كما كان يفعل سلفكم الصالح من ساداتكم الصوفية أرباب البصائر والقلوبْ الذين فرج الله بهم الكروبْ وأنار بهم الدروبْ وأحيا بهم مقام الإحسانْ وأنار بهم سبل العرفانْ فماكَفَّرُوا وما بدعوا وما ضللوا وما تبعوا الأهواءْ وما خرجوا على الأمراءْ ، وما أباحوا سفك الدماءْ وماسبوا العلماء والصلحاءْ أخلصوا لله عز وجل فأحبهمْ ، وقذف في قلوب عباد الله حبهمْ ، ففاقوا غيرهم وسادوا وبنوا صروح الدين فشادوا ، وهم أهل التآليف النافعهْ ، والعيون الدامعهْ ، والقلوب الخاشعهْ ، فهاهي تآليفهم عاليهْ ، وأعلامهم باديهْ ، واقوالهم غاليهْ ، فعليهم مدار التضعيف والتصحيحْ ، والتعديل والتجريحْ

"والكتب توجد من ادعاها __ فلياتنا بها لكي نراها ".

ونحن ولله الحمد إجازاتنا في القرآن وفي الحديث الشريف وفي التصوف متصلة بسيد الوجود صلى الله عليه وسلمْ

وكرم ومجد وعظمْ فأبشرو أن الله عز وجل قد أجرى لكم من الأجر والثواب في ليلة سبع وعشرين من رمضانكم هذا ما كان يجرى لكم في رمضاناتكم السابقة فإن الله إذا ابتلى العبد أجرى له أجر ما كان يفعله قبل الابتلاء

وأوصيكم إذ منع هذا الوباء من الاجتماع ألا تتركوا ما كنتم تصنعون من العمل في اجتماعاتكم وأن تواظبوا على الدعاء في كل وقت وحين 

فقد ثبت عن نبيكم صلى الله عليه وسلم "لايغني حذر من قدرْ والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة "

ومعنى يعتلجان : (أي يتصارعان ويتدافعان)

وفي الختام أسأل الله تعالى أن يصرف هذا الوباء عنا وعن جميع المسلمين في أنحاء المعمورة وأن يجزي الدولة خيرا ويعينها على ما تبذله من جهود في هذه النازلة العظمى 

حفظكم الله تعلى وسدد خطاكمْ وبارك لكم وعليكمْ

 

أخوكم الشيخ سيدي محمد (الفخامة) ولد الشيخ عبد الرحمن "الحكومة"ولد الشيخ سيديا

رمضان 26 _1441 هجريا 

الموافق : 18 مايو 2020 ميلاديا

ثلاثاء, 19/05/2020 - 18:28