"كورونا" يضرب مكتبات نواكشوط في الصميم.. (تقرير موفد الوئام)

بعد سنوات من الضربات الموجعة التي وجهها العالم الرقمي للمكتبات العتيقة عبر العالم، خاصة في موريتانيا التي تعاني مكتباتها من ندرة البحث وقلة المطالعة، تأتي اليوم ضربة ليست بالأقل تأثيرا من سابقاتها.. إنها ضربة "كورونا"، التي حبست رواد المكتبات في بيوتهم وأعادت ترتيب أولوياتهم.

يندر الإستثمار في المكتبات في بلد المليون شاعر، وبالكاد تستطيع أن تجد دليلا يوصلك إلى مكتبة في العاصمة نواكشوط، عكس الأسواق والملاعب ودور السينما السابقة.. وهو ما ينبئ عن عدم اكتراث بالكتب والمجلات.

على الشارع المتجه لكرفور (BMD) وتحت عمارة ولد المامى توجد مكتبة (جسور عبدالعزيز)،  ومكتبة "رياح الجنوب "vent du sud" حيث توجد أنواع عديدة من الكتب والروايات والأدوات مدرسية. كما توجد عدة مكتبات اخرى عتيقة قرب سوق العاصمة الكبير  منها على سبيل المثال لاالحصر "مكتبة النعمان " وغرب السوق مكبة " الولاتي " هذا طبعا بالاضافة الى المكتبة الوطنية الكبرى  التي تعتبر الوجهة المثلى للباحثين والطلاب والمهتمين .

وفى جولة لكاميرا الوئام داخل المكتبة التقينا بمسؤلة المبيعات (استو انجاى)، حيث سألناها على حالة البيع وما أن كان وباء كورونا أحدث تأثير على الإقبال؟

تقول" أستو" إن المكتبات تعتمد فى مبيعاتها أساسا على الكتب المدرسية التى تفرضها المدارس على السنوات الأساسية الست، 

ومن بين المدارس التى يستفيدون من خدماتها petit centre و منابع العلوم.

وأضافت أنهم استطاعوا، خلال السنة الجارية، من بيع الكتب المقررة فى وقتها قبل وصول جائحة "كورونا".

ووصفت" أستو" الإقبال على المواد الملونة وأدوات الرسم بالجيد، رغم ظروف الحجر، معللة ذلك بحرص آباء التلاميذ فى الصف الأول والحضانة على مساعدة أطفالهم فى المنزل وتوفير كافة المستلزمات لهم. 

وأوضحت أن كتب القصص والروايات قد تنتظر أسبوعا أو حتى 10 ايام لبيع واحدة فقط، بحسب تعبيرها

وقالت "آستو" إن الجرائد لا تصل المكتبات بانتظام، وقالت: "نجد فى بعض الأحيان من يسأل عن جريدة القلم".

لكنها استدركت: "نحن نعرف جيدا أن الجرائد الألكترونية استطاعت أن تضع نفسها فى المقدمة وتقضى على تلك الورقية، حالها كحال الكاسيت و سي دي التى قضت عليها كارت ميموار والفلاش".

وعبرت"آستو" عن خشيتها من بقاء حال الاجراءات الاحترازية من كورونا على ما هو عليه خلال السنة القادمة، موضحة أنه "إذا حدث ذلك بالفعل سنتكبد خسائر فادحة قد تجعلنا نغلق أبواب مكتبتنا لأن عملنا يعتمد على الكتب المدرسية والتعامل مع المدارس"، كما تقول.

وعن المنتوج الوطني من الكتب، أكدت "آستو" أنه نادرا ما يأتيها مؤلف أو شاعر يطلب عرض كتب أو دواوين أنتجها حديثا لعرضها للبيع في المكتبة، وأضافت: "كذلك ذلك يحدث نادرا، لكن قبل سنتين، أما الآن فلا".

وخلاصة الأمر أن المكتبات في نواكشوط تعكس حالة الركود التي يعيشها التأليف، وتتخبط فيها الصحافة الورقية، وتعانيها المطالعة، وأن جائحة "كورونا" ضربت سلعتها الرائجة من كتب وأدوات مدرسية في الصميم، وذلك بسبب قرار إغلاق المدارس إلى أجل غير مسمى.

أحد, 31/05/2020 - 11:53