الرئيس السابق يلعب مناورات "اللحظة الأخيرة" قبل المثول أمام شرطة الجرائم الاقتصادية

قبل ساعات من مثوله أمام شرطة مكافحة الجرائم الاقتصادية، يسابق الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز الزمن ليتحول في عيون الرأي العام الوطني والمنظمات الحقوقية الدولية من متهم بالضلوع في عمليات فساد مالي كبرى، إلى مطارد من قبل النظام بسبب مواقفه السياسية، وليبدو بعد اعتقاله المنتظر سجين رأي وزعيما سياسيا يكافح من أجل الديمقراطية وحقوق الانسان. 

فبعد ساعات من استدعاء شرطة الجرائم الاقتصادية لكريمته أسماء وزوجها، تم الكشف عن شرائه لحزب سياسي مغمور، لا يمتلك أي تمثيل تحت قبة البرلمان، ولا في المجالس الجهوية والبلدية، وليس لديه مقر معلوم في طول البلاد وعرضها. 

وخلال مؤتمر عقده الحزب "الحقيبة" بعيدا عن المراقبين ووسائل الإعلام، تبوأ مقربون من الرئيس السابق مناصب قيادية، وظهرت لوحته في واجهة إحدى أطول العمارات المتربعة في قلب الغاصمة نواكشوط. 

بدا العمل اليوم جاريا داخل مقر الحزب الذي أكد شهود عيان خلوه من المكاتب وقاعات الاجتماعات، وقد زاره ولد عبد العزيز صباح اليوم للاطلاع على سير الأشغال فيه ليعطي التوجيهات بسرعة انتهاء الأشغال ليبدأ العمل في "حزبه" الجديد عسى أن يتم اقتياده منه إلى مخفر الشرطة، فيكون له ما أراد، لكن يبدو أن توقيت مثوله أمام شرطة الجرائم الاقتصادية سيكون أسرع من إنجاز الأشغال داخل الحزب، فالمثول سيتم مساء اليوم، بحسب مصدر مطلع.

لكن لماذا اختار الرئيس السابق الحزب الوحدوي عن غيره من أحزاب الحقائب، التي قد يجد بعضها مجانا دون اللجوء لعمليات البيع والشراء؟.

المحللون يعتقدون أن ولد عبد العزيز يدرك العلاقة الأيديولوجية التي تربط رئيس الحزب محفوظ ولد اعزيزي بالنظام السوري، وهو بذلك يرسم لوحة مؤامرة يطمع أن يكون وسيطها الرئيسي بشار الأسد لدى النظام الروسي، متجاهلا متانة علاقات موريتانيا وأهميتها الاستراتيجية لدى المجتمع الدولي الذي يراهن على النظام الموريتاني في مكافحة الإرهاب والهجرة السرية والتهريب، والتي تجعل من الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني شريكا يوثق به لدى الجميع.

إن رهانات ولد عبد العزيز الداخلية ستصطدم بصخرة تورطه في عمليات فساد لم يبق ولم يذر، ولا يمكن حصر المتضررين من استشرائه. 

أما رهاناته الخارجية فإن طبيعة إدارته لعلاقات موريتانيا مع زعماء العالم والصناديق العربية والدولية، والتي امتازت بالسمسرة والاستفادة الشخصية، لم تبق له صديقا يمكن أن يأسف على رحيله عن السلطة، أحرى أن يعمل على إعادته إليها. 

ثم إن إعادة الرئيس الغزواني لعلاقات الدولة الخارجية إلى مستوى التعاطي الرفيع مع الأنظمة وجهات الاقتراض الدولية، سدت الباب تماما أمام تفكير أي زعيم عبر العالم في الإبقاء على حبل وصل مع رئيس سابق أتى على الأخضر واليابس في باطن وظاهر أرض بلده، وعلى القروض والهبات، ولم تسلم دولة صديقة ولا شقيقة من ابتزازه وتحايله.

 

تحرير وكالة الوئام الوطني للأنباء

أربعاء, 12/08/2020 - 16:44