تطورات اعتقال "عزيز".. اجتماع قبلي لمؤازرته وآخر سياسي لتعزيز استقلالية القضاء

يعيش الشارع الموريتاني هذه الأيام حالة من تشتت الاهتمام، وهو يتابع بقلق كبير تسارع انتشار الموجة الثانية من جائحة كورونا في بعض دول الجوار، وفي ذات الوقت ينشغل بمتابعة تطورات اعتقال الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز تمهيدا لمحاكمته.

البعض من أبناء عمومة الرئيس السابق أعلنوا براءتهم منه، وإدانتهم لمحاولاته المتكررة تعكير الجو العام المتسم بالإجماع غير المسبوق في تاريخ البلد.

غير أن البعض الآخر من أنصاره والمقربين منه نددوا ورابطوا أمام منزله مطالبين بإطلاق سراحه.

حاول البعض منهم التظاهر أمام الرئاسة بعد يوم من اعتقال ولد عبد العزيز، إلا أن دعوتهم لم تلق آذانا صاغية من لدن جماهير نواكشوط.

بالأمس اجتمع بعض مقربي الرئيس السابق بعد أن شاع خبر ترحيله إلى سجن في منطقة نائية، والتحفظ عليه هنالك في انتظار محاكمته.

الاجتماع حضره جمع من أقارب ولد عبد العزيز وأنصاره، حيث تناول الكلام شخص تم تقديمه على انه متحدث باسم الجماعة، معبرا عن أسفه لما يحدث مما وصفها بالخروقات التي شابت توقيف الرئيس السابق.

وأضاف أن ولد عبد العزيز تم اعتقاله بطريقة سيئة ومخالفة للقانون، وانه هو من انجز قناة القران الكريم ومستشفى القلب، بحسب تعبيره. 

واستعرض المتحدث بعض وصايا الرئيس السابق لأنصاره والمقربين منه بضرورة الانخراط في حملة الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني والتصويت لصالحه. 

وكان من أبرز من حضر الاجتماع النائب السابق المصطفى ولد أحمد المكي، الذى تم اعتقاله بسبب سب الرئيس الغزوانى، وهو ابن عم ولد عبد العزيز.

وفي تطورات ملف اعتقال الرئيس السابق، اجتمعت الأحزاب الممثلة في البرلمان قبل يومين للبحث فى التطورات الحاصلة، حيث شكلت لجنة سداسية لمتابعة الأوضاع، واتفق الجميع، الذى ضم أحزاب المعارضة والموالاة، على دعم  عدم التدخل فى سير القضاء. 

وتجري هذه التطورات في جو عام يطبعه الانسجام والإجماع التام من قبل الساسة وقادة الرأي والوجهاء والأعيان والمدونين، فضلا عن عامة الشعب، على تأييد الخطوات التي تقوم بها شرطة مكافحة الجرائم الاقتصادية تحت إشراف النيابة العامة اعتمادا على نتائج تقرير لجنة التحقيق البرلمانية.
لقد اتفق الجميع على ضرورة استعادة أموال الشعب التي تم نهبها خلال العشرية الأخيرة، وعلى ضرورة محاسبة الضالعين في الفساد حتى يكونوا عبرة لغيرهم ممن يفكر في انتهاج ذات الأسلوب المدمر للثروات والخطير على لحمة المجتمع.

 

تقرير/ جمال ولد أباه

 

أحد, 23/08/2020 - 11:54