انواكشوط تسأل الآن... اسألوا لها الله التثبيت........\ الإعلامي البارز محمد الخرشي

لقد رأيت فيما يرى المستيقظ مدينة انواكشوط تعذب في قبرها عذابا اختلفت أضلاعها منه حتى لم تبق بينهم مساحة للتنفس و قد سالت دموعها و ألجمتها عرقا و هي ترتعد من هول المشهد. فسألت عن سبب هذا العذاب الأليم و المسكينة كانت صابرة محتسبة لم تعرف مظاهر الرقي و لا الازدهار  العمراني كانت صوامة إذا انقطع الماء نهارا و لا تنام ليلها إذا انقطع النور عنها لم تتكبر على أية مدينة و لو كانت أصغر منها سنا محتشمة في حياء لا تخفي بداوتها المعهودة  لم تتزين يوما لأجنبي و لو كان من الدول المجاورة أو الصديقة لا تعرف علوا في المبنى و لا تناغما في الإيقاع.

 قيل لي :

إن المرحومة كانت تتبول تحت فراشها و لا تستتر و لا تتطهر منه و هي عاصمة بلاد شنقيط و مع ذلك لا تحسن قواعد الصرف و لا تميز بين مصدر بؤسها و اسم فاعله و لا تعرف من البحور سوى الطويل و المتقارب يلتقيان فيها في العمق و الدلالة و يختلفان في الشكل و القافية موسيقاهما تحرك في النفس حب المسارعة و الحذر من الغرق فيما لا يتخيل.

و هي المدينة التي لا تحرك ساكنا حين تغتصب في عرضها و طولها و كأن الأمر لا يعني شرف و قدسية سلامة مخططها العمراني و قوانينها الناظمة لحركة تمددها الطبيعي خوفا و حياء و حرصا على ديمومة الفوضاء لم يبدع الشعراء في التغزل عليها رغم طولها فاللهم ما كان من حر التفعيلة غربي الأسلوب أو شرقيا مقلدا لما هو جاهلي.

و بينما أنا حائر أتأمل أمر العاصمة و هي في هذه الوضعية و أسأل الله لها التثبيت إذ سمعت نداء الوطن يصدح به أبناءه من الشرق إلى الغرب و من الجنوب إلى الشمال في مشهد من مشاهد التلاحم غير مسبوق و حالة من اليقظة أملتها ثقافة المرحلة وهم يرددون أيتها العاصمة لا تحزني و أبشري و أملي خيرا فو الله لن يخزيك الله بعد اليوم فقد انتهى عصر التهميش و الإذلال و بزغ فجر اليوم المؤمل و المرجو وتحركت سفينة الإقلاع الاقتصادي على هدي و في اتجاه تحقيق الأهداف الكبرى و المقاصد الجليلة لبناء موريتانيا على أسس العدل و المساواة و المشاريع الخادمة في جميع المجالات وبالطبع فإن انواكشوط في القلب منها فهي العنوان الأبرز و الواجهة الحضرية للبلد ستتغير الصورة بإذن الله و تصبح انواكشوط أجمل و أنظف و أكثر تطورا من أية عاصمة مجاورة بل سنباهي بها مدنا عالمية ستكون شوارعها و ساحاتها العمومية و مسارحها و شواطئها مشاريع مستقبلية تشهد على عهد المعنى الأسمى و برنامج (تعهداتي) عندها خرجت مدينة انواكشوط من قبر تخلفها وهي تنفض عنها غبار السنوات الخوالي و تقول بلسان فصيح لا اعوجاج فيه و بأسلوب سليم المعنى و المبنى : ( الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إنا ربنا لغفور شكور)، فما كان مني إلا أن قلت مع الجميع أيتها المدينة ماضيك لا أنوي إثارته حسبي بأنك ستتطورين و تكونين أجمل مدينة.

محمد الخرشي

اثنين, 21/09/2020 - 08:00