برحيل أمير الكويت "حكيم العرب".. موريتانيا تفقد أخا عزيزا وصديقا وفيا وأميرا سخيا

أعلن، عصر الثلاثاء، عن رحيل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وهو أحد أبرز الشخصيات السياسية المؤثرة في العالم، وصاحب مكانة مرموقة حيث نال التقدير الكبير على الصعيدين الإقليمي والدولي.

 ويتمتع الأمير الراحل، الذي يلقب بحكيم العرب، برؤية سياسية عميقة وحنكة جعلته رجل المصالحة، باعتباره الأكثر حضوراً في المناسبات الوطنية والخليجية والعربية والعالمية.

لقد كان، رحمه الله، رجل المبادرات الأول، ويعد طرازاً فريداً من قادة العالم المتميزين الذين خلدوا أسماءهم باقتدار من خلال جهوده السياسية التي ساهمت في تحقيق السلام والاستقرار في العالم وأعماله الإنسانية التي أفادت بالخير كثيراً من الدول والشعوب المنكوبة.

لقد كان كبيرا في مواقفه وحاسما في رؤيته الثاقبة التي ترتكز على التآخي والتقارب وحل الخلافات بين القادة العربية.

عرف عن أمير الكويت الرحل مواقفه الكبيرة والتاريخية التي جسدت مدى تحمله للمسؤولية الجسيمة، كما عهد الشعب عنه أقواله الحكيمة النابعة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، ومن خبرته الواسعة في عالم السياسة، ولعل أبرز ما يجسد ذلك قوله «إن المسؤولية جسيمة والعبء ثقيل، ولكننا بعون الله وتوفيقه قادرون على تحمل مسؤوليتنا بثقة وإيمان وعزم وإصرار، مسترشدين بتعاليم ديننا متمسكين بقيمنا وثوابتنا، نعلي صوت القانون والحق والعدالة... نعمل قلباً واحداً لخير ديرتنا الحبيبة وأن تكون مصلحة الكويت هي أعلى المصالح وأغلاها».

وفعلا، تحولت الكويت في عهده إلى قبلة للقرارات العربية المهمة والمواقف الدولية الحاسمة في الفترة الحالية، بفضل مبادراته التاريخية واحتضان أرض الكويت قمما ومؤتمرات عالمية ساهمت بشكل فعّال في نجاحها وعكست الصورة الناصعة والمشرفة للكويت عربياً ودولياً في المجال الإنساني والحضاري والسياسي، فكانت الكويت قلعة إشعاع خليجي وعربي وعالمي غير مسبوق، توجت بنجاح بفضل رؤية القائد والتزامه بدعم القضايا الوطنية والعربية، قولاً وفعلاً.

 

لقد أطلق على أمير الكويت الراحل، رحمه الله، عدد من الألقاب التي مثلت دوره على مدى تاريخ الكويت الحديث والمعاصر، مثل القائد الحكيم، حامي الدستور، مخطط المستقبل، وأخيراً أمير الإنسانية ورجل السلام ورجل المصالحة وذلك على المستويين العربي والدولي.

لقد اتشح العالم العربي كله بالسواد على رحيل الأمير الملقب بأمير الانسانية، وفقدت موريتانيا برحيله أخا عزيزا وصديقا وفيا وأميرا سخيا.

 

إسماعيل الرباني المدير الناشر لوكالة الوئام الوطني للأنباء 

أربعاء, 30/09/2020 - 13:31