العاهل المغربي يطلق مشروعا ثقافيا رائدا ويدشن مركبا للتراث في مدينة الصويرة

أطلق العاهل المغربي الملك محمد السادس، اليوم الجمعة، مشروع إنجاز حاضرة للفنون والثقافة في الصويرة، كما دشن مركبا مندمجا للصناعة التقليدية في المدينة.

ويأتي إطلاق هذا المشروع تجسيدا للإرادة الملكية الراسخة في تكريس مكانة الصويرة كمدينة للتاريخ والفن والتراث.

 

ويعكس إطلاق المشروع وتدشين المركب  الاهتمام الخاص الذي يوليه صاحب الجلالة لقطاع الصناعة التقليدية، وعزمه على جعله رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وحرص جلالته على صون وتثمين التراث الحرفي والفني بمدينة "ليزاليزي"، الغنية بهويتها المتعددة ذات الروافد المتنوعة وثقافة العيش المشترك المتفردة.

وسينجز مشروع حاضرة الفنون والثقافة الذي يكلف استثمارات بقيمة 350 مليون درهم، على قطعة أرضية تبلغ مساحتها 3.6 هكتار، ومن شأنه أن يوفر للمدينة فضاء كبيرا للتكوين والتدريب للمجموعات الموسيقية والمسرحية، يليق بالشهرة والمكانة الدولية لموغادور.

وستشتمل حاضرة الفنون والثقافة الجديدة، بالخصوص، على مسرح كبير بطاقة استيعابية تبلغ 1000 مقعد، ومعهدا موسيقيا، ودارا للكتب، ومتحفا للفنون التقليدية، وآخر للشاي، وساحة خارجية بإمكانها استقبال حوالي 30 ألف شخص، وموقفا للسيارات تحت أرضي.

وسيتم إنجاز هذا المشروع داخل أجل 48 شهرا، في إطار شراكة بين وزارة الداخلية (130 مليون درهم)، ووزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة (50 مليون درهم)، ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات (وعاء عقاري)، ووزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة (50 مليون درهم)، ووزارة الثقافة والشباب والرياضة (60 مليون درهم)، ومجلس جهة مراكش -آسفي (60 مليون درهم).

وترأس جلالة الملك، بهذه المناسبة، حفل توقيع اتفاقية التمويل الخاصة بالمشروع.

 

كما أشرف الملك محمد السادس على تدشين المركب المندمج للصناعة التقليدية للصويرة بكلفة إجمالية تبلغ 18.5 مليون درهم، الذي يرتقب أن يوفر لشباب الجهة تأهيلا مهنيا مكيفا مع الواقع السوسيو -اقتصادي لقطاع الصناعة التقليدية، أساسا من خلال نمط التكوين بالتعلم، بالإضافة إلى إدماج في سوق الشغل.

وسيساهم هذا المشروع ، في المحافظة على بعض المهن المهددة بالاختفاء، وكذا ترويج المنتوجات المحلية، وتثمين مقاربة النوع، بكيفية ترفع نسبة عدد النساء المستفيدات إلى 50 بالمائة.

ويعكس هذا المشروع بوضوح الإرادة الملكية الراسخة للنهوض بالتكوين في مجال الصناعات والحرف المحلية وغيرها، إذ قال جلالته في خطابه السامي بمناسبة الذكرى الـ66 لثورة الملك والشعب "وسوف أظل أؤكد على دور التكوين المهني، والعمل اليدوي، في إدماج الشباب، انطلاقا من حرف الصناعة التقليدية، وما توفره لأصحابها، من دخل وعيش كريم".

ويهدف المركب الجديد، الذي تم إنشاؤه على قطعة أرضية تبلغ مساحتها 2355 مترا مربعا، إلى تنظيم وتأطير الصناع التقليديين بالإقليم من أجل تمكينهم من تحسين وتنويع مداخيلهم وتثمين منتوجاتهم.

ولهذا الغرض، يضم المركب المندمج للصناعة التقليدية للصويرة، مركزا للتأهيل المهني في الفنون الحرفية يحتوي على أربع ورشات مهنية وثلاث قاعات للتكوين، وقاعة للمعلوميات، و20 ورشة، و7 فضاءات للعروض (العرعار، المجوهرات "الدك الصويري"، الرافيا، الخياطة التقليدية، المصنوعات الجلدية، الآلات الموسيقية، والمنتوجات المجالية).

ويشتمل هذا المشروع، الذي يعد ثمرة شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ووزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، ومجلس جهة مراكش -آسفي والمجلس الإقليمي للصويرة، على قاعة متعددة الاختصاصات، ومقر الإدارة الإقليمية للصناعة التقليدية ومقر غرفة الصناعة التقليدية، ومكتبا لجمعية المستفيدين ومرافق إدارية وتقنية أخرى.

 

جمعة, 17/01/2020 - 20:29