Dr Fadel Mohamed Houcein Bedrani n’est pas un nom inconnu en Irak, non plus dans le monde arabe, en raison de sa publication de nombreuses recherches et études abordant les préoccupations nationalistes arabes en général.
Il est également réputé dans son pays comme étant l'un des plus grands professeurs des universités de Bagdad et d’Al Anbar.
A l'occasion de la fin de la mission du diplomate mauritanien, Sidaty Ould Ahmed Aïcha, en Irak, l'auteur du livre "El vikr El qhaoumi leda el ahzab wel herakat bil irak" (Pensée nationale chez les partis et mouvements politiques en Irak), Dr Fadel Mohamed Houcein Bedrani, s'est engagé à écrire à son sujet, à le présenter et à faire connaitre sa ville natale et son pays ainsi qu’à fournir des informations utiles sur le rôle culturel précieux qu'il a joué en Irak pendant son séjour diplomatique.
Le diplomate mauritanien, qui a reçu, un fait sans précédent, le « Bouclier du Parlement irakien », cette distinction dont aucun ambassadeur n'en avait été honoré auparavant, a attiré l'attention des Irakiens, des élites et des autorités, après avoir été impressionnés par son niveau culturel, sa courtoisie diplomatique et ses contributions intellectuelles et culturelles en faveur du renforcement des relations des peuples mauritanien et irakien, au point qu'ils lui ont offert un bouclier, qui n'est généralement accordé qu’aux chefs d'États et de gouvernements étrangers.
C'est une distinction particulière et méritée par le diplomate Sidaty Ould Ahmed Aïcha, grâce à son intelligence, sa perspicacité, sa culture, sa morale et ses comportements.
Autant de grandes qualités conjuguées qui ont conduit Dr Fadel Mohamed Houcein Bedrani à le décrire comme « reflétant la profondeur de la dimension civilisationnelle et culturelle de son pays », louant son courage tandis que les Irakiens l’ont surnommé « l'ambassadeur courageux » après avoir été l’unique ambassadeur qui n’a pas quitté Bagdad, lorsque les brigades de l'Etat islamique étaient à ses portes.
Au vu de l'importance de ce que le grand écrivain Bedrani a publié sur le grand diplomate, Sidaty, nous proposons à nos chers lecteurs de lire avec délectation le texte suivant :
"""
عميد الدبلوماسيين ببغداد يودّع بحفاوة – بقلم المفكر والناقد السياسي الدكتور العميد /فاضل البدراني
البلدان الفاعلة في المشهد الانساني هي تلك التي تتميز شعوبها بالحيوية وغنى في التراث والشواخص الحضارية، والثقافة والأدب والفلسفة، فتوصف على انها شعوب حية عريقة انطلاقا مما تملكه من عطاء فكري وإنساني ثري،وبعد تاريخي، لتشكل نسيجا من الوعي، تنبعث منه رسالة السلام . بعدها جوهر عمل الدبلوماسية المهذبة التي تحتاجها الأمم حاليا في عصر التشظي والخلافات والصراعات الدولية.
القادم من بلاد شنقيط- كما كانت تسمى في المشرق - موريتانيا حاليا- بلد الثقافة والعلم والأدب العربي هو السيد سيداتي ولد الشيخ ولد أحمد عيشه ( أبو هاشم) من سكان مدينة بتلميت التي تقع على بعد 150 كلم شرق العاصمة نواكشوط..فهي معقل الساسة بموريتانيا، ومنها أول رئيس للبلاد السيد المختار ولد داداه .. نشأ السفير ولد الشيخ في محيط اجتماعي عربي قوامه القلم والكتاب من جهة والسيف والفروسية من جهة أخرى.. فهو من “زبدة المغافرة ” من قبائل بني حسان العربية القادمين من اليمن والذين عربوا موريتانيا، منذ القرن الرابع عشر الميلادي. تنسب إليهم اللهجة الحسانية - وهي أقرب اللهجات في الوطن العربي للغة العربية.. يتكلمها سكان الصحراء الكبرى في جنوب الجزائر وجنوب المغرب، وشمال دولة مالي وشمال النيجر .
وصل أبو هاشم بغداد سفيرا لجمهورية موريتانيا الإسلامية في الربع الأول من سنة 2013 بعد أن تم تعيينه في الربع الأخير من 2012..يوصف في بغداد بأنه دبلوماسيا رفيعا، عميق الثقافة، فيلسوف في الطرح، صريح في إبداء الرأي، شجاع في مواقفه حريص على مسؤوليته، مخلص لوطنه، ملهم بعروبته. يهوى الشعر، يجيد اللغات الفرنسية والإسبانية والإنكليزية بالإضافة إلى لغة الأم اللغة العربية ..قدم أوراق اعتماده بوصفه سفيرا فوق العادة وكامل السلطة لبلاده، لدى جمهورية العراق بداية 2013..كتب على موقع سفارة موريتانيا في بغداد ” أن هذه العودة الميمونة للعلاقات الدبلوماسية لبلاده مع العراق، جاءت رغبة من قيادة البلدين الشقيقين، بإعادة ربط جسور نسجت أواصرها العصور بين بوابتي الوطن العربي، موريتانيا غربا وجمهورية العراق شرقا”. فمنذ يوم تكليفه بالمسؤولية بدأ السفير سيداتي، يجول أرجاء العراق ويوطد علاقاته مع مختلف الناس والمسؤولين في أروع تجربة دبلوماسية، بحثا عن السلام في مدينة السلام ” بغداد” .يعرف في العراق بالدبلوماسي المثقف...يعكس عمق البعد الحضاري والثقافي لبلاده موريتانيا. من خلال منصة إعلامية رائعة وناجحة أنشأها باسم سفارته، عرفت حتى الآن قبول 700 ألف زائر تقريبا، صار العراقيون يقرأون في أعماق التاريخ عن بلد المليون شاعر، ويقرأون عن تلك الجذور الأدبية العربية المشعة من وحي الصحراء، والغابات وسلاسل الجبال والسدود، وخيمة الثقافة..فوجد المستثمرون العراقيون ضالتهم كذلك فيها..تسع سنوات من العمل الدبلوماسي مارسه السفير أبا هاشم...تجذرت فيها علاقاته الاجتماعية بمختلف أطياف المجتمع العراقي. لم تقتصر علاقات الرجل على الجانب الدبلوماسي والسياسي فحسب، بل أمتدت لعلاقات صداقة اجتماعية وفكرية مع المواطنين والمثقفين والاكاديميين ونخب العراق البارزة سياسيا وعلميا ، وتميز من بين الدبلوماسيين بانه الأكثر اتقانا للغة العربية.. حصل السفير الموريتاني على ( درع مجلس النواب ) باسم الشعب العراقي .. فهي أول مرة يكرم به سفير، فضلا عن تكريمات أخرى رفيعة منها وأهمها "وسام الوطن من الدرجة الأولى" الوارد في قانون الأوسمة والأنواط حيز التنفيذ والذي لا يستحقه من غير العراقيين إلا رؤساء الدول والحكومات الأجنبية ...درع باسم الشعب العراقي ووسام وطنه وتكريمات عدة أخرى متفرقة كللت الأداء المتميز لسعادة سفير موريتانيا في بغداد في توطيد العلاقة بين بلاده والعراق، ونجاحه بتجسيد رسالة شعبه في حبه للعراق الذي عمل فيه في ظروف غاية في الصعوبة...يعد السفير أبوهاشم الوحيد من السفراء الذي لم يغادر بغداد، في ظروف كان تنظيم داعش على مشارف المدينة بعد سقوط مدن عدة بيده في 2014 ..وعلى الرغم من تعرضه لاعتداء مسلح استهدف موكبه في 2016 ببغداد، وهجوم آخر ضد منزله في 2017 ...فأطلق عليه العراقيون والموريتانيون ب”السفير الشجاع “. السفير سيداتي ولد الشيخ ولد أحمد عيشه، ودع العراقيين من مسؤولين وشخصيات سياسية واكاديمية وثقافية، وفكرية واجتماعية، وبعثات دبلوماسية عاملة ببغداد، تاركا خلفه سنوات من مسيرة دبلوماسية مشرقة ملؤها العطاء والمواقف النبيلة .ستبقى ذكرياته الجميلة محفورة في ذاكرة كل العراقيين.