الحرس الوطني: قرن ونيف من التطور والعطاء

منذ ايام قليلة اطفأ الحرس الوطني الشمعة ال 108 من عمره المجيد وهي مناسبة عزيزة مرت ولم يستطع القطاع مع الاسف الإحتفال بها بسبب الإجراءات المتخذة للحد من تفشي وباء   كورونا. 
مر اذن قرن وثماني سنوات على إنشاء هذا القطاع في 30 مايو 1912' وقد ظل خلال هذه الفترة يتطور ويقدم الخدمات الجليلة لصالح البلاد مواكبا شتى المراحل التي مرت بها الدولة  الموريتانية منذ قيامها إلى اليوم.  وقد قدم رجاله تضحيات عظيمة وبذلوا أرواحهم من أجل الوطن. ويعتبر الحرس الوطني اليوم مكونا هاما من القوات المسلحة ويلعب دورا هاما داخل المنظومة الأمنية الوطنية  نظرا لاهمية المهام المتعددة التي يقوم بها في مجال الأمن والدفاع. ويساهم حاليا في تطبيق الإجراءات الأمنية التي قررتها  الحكومة للحد من تفشي فيروس كوفيد 19. وتكاد تطالعنا يوميا وسائل الإعلام بالنشاطات الرائعة التي تقوم بها وحداته  لمنع التسلل في الحدود وتطبيق حظر التجول في المدن.
تحية كبيرة للحرس الوطني في ذكراه المجيدة ولقائد أركانه الفريق الركن مسغارو ولد اغويزي. ويتميز هذا الضابط الجنرال بصفات قيادية نادرة تتمثل في تحليه بالسلوك العسكري الحقيقي من خلال إعطاء المثال الحسن لرجاله وصدقه وشجاعته  وإخلاصه للدولة. 
حدثني الثقاة انه هو من استقبل الرئيس السابق معاويه ولد الطايع عندما لجأ إلى قيادة أركان الحرس الوطني ليلة المحاولة الانقلاببة في  8 جوان 2003. كان يقود يومها الوحدة القوية المكلفة بتأمين القيادة وكانت لديها قوة نارية كثيفة  وكان هو في تلك الليلة الضابط  الأعلى رتبة بحكم غياب قائد الأركان ومساعده. لو كانت لديه علاقة بالانقلابيين كما اتهم لاحقا لالقى القبض على ولد الطايع وكان ذلك باستطاعته تماما وهو في قبضته الشيء الذي يضمن النجاح الفوري للمحاولة. ولكنه لم يفعل فمثله من ذوي النخوة الأصيلة  لا يخون يمين الولاء تماما مثلما فعل المرحوم احمد ولد بوسيف عندما طلبت منه المشاركة في الانقلاب على ولد داداه. انها مسألة مبدأ وشهامة. وكرر نفس الشيء عندما كلف ليلا من طرف الرئيس السابق سيدي ولد الشيخ عبد الله بتولي قيادة الحرس الوطني. ورفض التكليف لأنه تم في الظلام وكان مشبوها وفيه ظلم للضابط. لم ينصع في ظلماء تلك الليلة لاغراء أكبر وظيفة يطمح لها من كان مثله. انها مسألة مبدأ وشهامة.
 تعرض ظلما في مشواره العسكري  لأطول فترة من التوقيف المشدد وعرض على مجلس التأديب مع اقتراح بطرده وكان سبب كل ذلك يتلخص في  انه ضابط حتى النخاع ولا يطأطيء رأسه أبدا ولا يركع إلا للحي القهار. 
ودارت الأيام وأصبح هو قائد الأركان فصفح عمن ظلمه وعفى عن جلاديه وعاملهم احسن معاملة وكأن شيئا لم يحدث. إنها مسألة مبدأ وشهامة.
ومن صفات هذا الضابط  الجنرال تمتعه بثقافة عالية وأخبرني الثقاة عن علو كعبه في  العربية لغة ونحوا وادبا مع تمكنه من فنون لغة موليير التي درس بها.
وبصفتي انتمي لعائلة من الحرس الوطني' اعبر عن خالص الشكر والعرفان بالجميل  للفريق الركن مسغارو ولد اغويزي  لما قدمه  منذ توليه قيادة الحرس الوطني من مساعدات قيمة لأسر أفراد  القطاع سواء من منهم في الخدمة او من تقاعدوا.
ومن فوائد هذا القائد انه عند توليه القيادة سن سنة حسنة ستكون في ميزان  حسناته ان شاء الله  تتمثل في منح مبلغ 400.000 أوقية في كل رمضان لكل أسرة مات معيلها من أفراد الحرس الوطني.  وحسبه ما قدم في رمضان هذه السنة من مساعدات لصالح  الأسر لمواجهة الظروف الصعبة بسبب جائحة كورونا. فجزاه الله خيرا وحفظه ورعاه وعاش الحرس الوطني في خدمة الدولة والمواطنين وكل عام وافراده بألف خير.

بقلم شيماء محمدو
ناشطة إعلامية 

 

جمعة, 05/06/2020 - 23:45