نواكشوط - وكالة الوئام الوطني للأنباء/ يوميا، فى الصباح الباكر يقف متسولو نواكشوط في طوابير عند ملتقيات الطرق انتظارا لإشارة المرور الحمراء التي تمنحهم فرصة تسول قد تكون قصيرة، لكنهم يعولون على عودتها وتكرارها بشكل دوري ومستمر.
غالبية ركاب السيارات التي تتوقف أمام المتسولين يمضون دون أن يعبأوا بالطلبات والإيحاءات التي تحاصرهم ذات اليمين وذات الشمال، لكن القلة منهم تنتهز الفرصة لمنح القليل من المال، لكن التراكم والدوام يحولانه إلى أموال طائلة يضعف المتسول أمام إغرائه، فلا تسمح له نفسه باتخاذ يوم واحد للراحة ومجالسة الأهل والتقاط الأنفاس، فكل دقيقة من وقته فرصة للتكسب لا يمكن تضييعها تحت أي ظرف.
الحديث مع الصحافة هو آخر ما يهتم به المتسولون ما لم يكن مدفوع الثمن، وحتى مع دفعه فالشروط كثيرة، وهوية المتحدث لن تكون متاحة بالكامل، كما هو حال متسولة طالبت موفد وكالة الوئام بمبلغ 500 أوقية كشرط للحديث، لكن المساومة قلصته إلى 200 أوقية مقدمة الدفع، مع اشتراط عدم التصوير.
شروط مجحفة لكن الصيد يعتبر ثمينا قي ظل امتناع الجميع عن التصربح للصحافة.
وأخيرا صرحت "فاطمة" للوئام بأنها تقطن في مقاطعة دار النعيم، مشيرة إلى أنها ترتاد ملتقيات الطرق في "شارع نيلسون مانديلا" كلما دعتها الظروف القاسية لذلك، بحسب تعبيرها
وأوضحت أن دخلها اليومي من التسول "يختلف من مكان إلى مكان"، وأضافت: "من يأتي يوميا يستفيد كثيرا، وأنا لا ألتزم بمكان واحد، أحاول تغيير مكان التسول من حين لآخر".
واشتكت فاطمة من المتسولين الأجانب، قائلة إنهم يضايقون "المتسولين المحليين"، ومطالبة بقصر "المهنة" على المواطنين.
ويرى المراقبون أن المتسولين في موريتانيا ينالون، خلال فترة انتشار فيروس كورونا، معاملة "خمس نجوم" مقارنة مع نظرائهم في أوروبا، الذين ضاعف الوباء من معاناتهم.
ففي حين تخلى الجميع عن الفقراء والمشردين في أوروبا بعد انتشار جائحة كورونا، نرى ساكنة نواكشوط تبالغ في منح الفقراء والمتسولون أضعاف ما كانوا يجودون به عليهم قبل انتشار الفيروس.
إنهم سعداء بتفشي وباء أصبح مصدر شقاء للملايين عبر العالم، ولسان حالهم يقول: "مصائب قوم عند قوم فوائد".