الوئام الوطني ـ تقارير ـ مع قرار إغلاق الأسواق ومختلف المحلات وجد الحلاق أحمدو سالم نفسه عاطلا عن العمل رغم شهادته القانونية العليا إلا أنه ظل يمتهن الحلاقة مع أعمال حرة أخرى في انتظار وظيفة تناسب مكانته العلمية والمعرفية.
ولا يختصر الأمر على أحمدو سالم وحده فمئات الحلاقة في نواكشوط ومدن الداخل الموريتاني توقفت إحدى أهم وسائل الدخل عندهم إن لم تكن الوحيدة، في انتظار أن يجد جديد بخصوص فتح المحلات والأسواق.
لكن ما إن مرت أيام على غلق صالونات الحلاقة حتى بدأ التفكير في وسيلة جديدة يدب في نفوس الحلاقة والزبناء على حد سواء، فكان الحل الأنسب هو اعتماد المنازل بدلا من الصالون المخصص للحلاقة مع تحديات يطرحها هذا البديل الجديد.
مصطفى وهو عامل بأحد "ألكونتوارات" قال إنهم عرفوا تزامنا مع إغلاق الأسواق طلبات كثيرة عبر الهاتف والعلاقات الخاصة إقبالا معتبرا على شراء أدوات الحلاقة من طرف أشخاص ليسوا اصحاب محلات حلاقة ولكن للاستخدام الخاص.
يقول أحمدو سالم استبدلت "الصالون" بالمنزل، ولكن عملي يختصر على المحيط القريب والعلاقات الخاصة، وبعض الزبناء الأوفياء ممن باغتهم الحظر وإغلاق الأسواق والصالونات وهم بحاجة للحلاقة.
ويعقم أحمدو سالم أدواته كل مرة بعد أي عملية حلاقة حتى لا يلحق الضرر بزبنائه ـ كما يقول ـ ولكن صعوبات عدة يواجهها بدءا من عدم جاهزية المنزل إلى فقدان مقاعد الحلاقة التي اعتاد عليها، فضلا عن تحدي الإضاءة وأدوات أخرى لا توجد إلا في المحل.
ويأمل أحمدو سالم أن تعود الحياة ويفتح بوابة محله حيث يجد متعة كبيرة في الحلاقة للغرباء والوجوه التي يراها لأول مرة متمنيا ان يتحولوا إلى زبناء ينضمون لقائمة زبناء المحل.
وهكذا استبدل الموريتانيون غلق صالونات الحلاقة ب"اختراع" صالونات أخرى داخل منازلهم، وقديما قيل: "الحاجة أم الاختراع".