كلمة إنصاف في حق الوزير السابق والمدير الحالي ل(سنيم) المختار ولد اچاي

لا يهم ما إذا اتفقنا أو اختلفنا مع الإداري المدير العام للشركة الوطنية للصناعة والمناجم (سنيم)، المختار ولد اچاي، فلن نستطيع طمس حقائق سطرها عبر مسيرته المهنية خلال السنوات العشر الاخيرة وحتى اليوم.

فبمجرد تعيين ولد اچاي مديرا عاما للضرائب، كأول منصب يتقلده على سلم المناصب السامية، شهدت مداخيلها من الضرائب قفزة نوعية غير مسبوقة، وذلك بعد عقود من التحايل عليها بطرق ملتوية ومختلفة، منعت 80٪ من تلك الضرائب من دخول حسابات الدولة.

وعلى ذات المنوال سار ولد اچاي وهو يترقى في سلم التعيينات خلال تبوئه منصب وزير الاقتصاد والمالية، حيث استطاع جلب الكثير من تمويلات المشاريع والهبات والقروض الميسرة، مع إبقائه على وتيرة فرض سداد الضرائب، التي لم تستثن أحدا مهما علا شأنه. 

قد يقول البعض إن الأموال الطائلة التي استطاع ولد اچاي جبايتها وجلبها لم تنعكس بالإيجاب على حياة المواطنين، ولم تسلم من النهب عبر عمليات فساد لم تبق ولم تذر، وهو أمر صحيح ومتفق عليه.. لكن النظام الرئاسي الذي يتبعه البلد، والذي يحميه الدستور، يجعل رئيس الجمهورية الآمر الناهي الوحيد، والمسؤول الأول والأخير عن كل ما يقع خلال فترة تربعه على المقعد الرئاسي، ويفرض على كافة المسؤولين في الجهاز التنفيذي التطبيق الحرفي لأوامر الرئيس المكتوبة والشفهية.

وتأتي محافظة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني على الوزير السابق المختار ولد اچاي اعترافا منه بالحاجة إليه كإطار يمتاز بالكفاءة الكبيرة والصرامة المطلوبة والطاعة اللازمة لتنفيذ تعليمات الرئيس دونما زيادة أو نقصان.

لقد استطاع ولد اچاي، خلال أشهر معدودة، إعادة بناء شركة كبرى تعتبر إحدى أهم ركائز الاقتصاد الوطني، ووضعها على السكة الصحيحة بعد أن تعاقب على إدارتها مسؤولون أفقدوها ثقة الشركاء والعمال، فاستطاع مديرها الحالي استعادة تلك الثقة من خلال وضع اليد على مكامن الخلل، وانتهاج أسلوب الصرامة والشفافية وترشيد الموارد وإشراك النقابات العمالية في صنع القرار، وإطلاعهم على حجم الإمكانيات المتاحة لتلبية ما أمكن من عرائضهم المطلبية.

والآن، وبعد الاطلاع على كل ما سبق، بات بإمكاننا الاتفاق على أن الوزير السابق المختار ولد اچاي يعتبر من الكفاءات النادرة التي يعول عليها في رفع التحديات التي تواجه اقتصاد البلد، خاصة في هذه الفترة التي تنتظر انكماش الاقتصاد العالمي بفعل التأثيرات السلبية لفيروس كورونا العابر للحدود، دون أن نلتفت للحملات المسعورة التي تستهدف النيل منه ومن كفاءته العالية، ونعترف بأنه يدفع ثمن الإصلاح، وإن كانت بعض إصلاحاته قد حدثت في الوقت الخطأ الخارج عن إرادته، لكنها اليوم تأتي في وقتها الصحيح والمناسب.

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء 

اثنين, 20/04/2020 - 20:55