المكان، شاطئ المحيط الأطلسي المحاذي للعاصمة نواكشوط، حيث الأمواج الدافئة المفضلة لدى أسماك المحيط خلال عمليات التكاثر.. أما الزمان فهو موعد عودة زوارق الصيد التقليدي إلى الشاطئ محملة بما لذ وطاب من أسماك طازجة.
لكن وطأة الاجراءات الاحترازية التي تفرضها الوقاية من فيروس كورونا المستجد، تلقي بظلالها الثقيلة على سوق السمك، الذي يبدو في هذه الظروف شبه خال من ازدحامه المعهود. فالأسماك المصطادة ليست بتلك الوفرة المعروفة، والوقت هنا يسير بسرعة البرق، إذ أن موعد إغلاق الشاطئ والسوق يبدأ مبكرا، مقارنة ببقية أسواق العاصمة، نظرا للحاجة لفائض من الوقت يكفي لعودة الصيادين والعمال والزبناء إلى منازلهم قبل السادسة مساء، في ظل ندرة وسائل النقل وزحمة المرور.
في مثل هذه الظروف تتعالى شكاوى بائعات السمك بالتقسيط "انچيات" من قلة المعروض وغلائه، ومن ضيق الوقت المخصص للتسوق، حيث تجبرهن قوات الأمن على مغادرة المكان قبل الساعة الرابعة ظهرا، بحسب إحدى البائعات التي تحدثت للوئام.
وتضيف أخرى: "كان هذا المكان قبل كورونا مليئا بالأسماك والباعة والمشترين، لكنه اليوم يبدو شبه خال كما ترى".
تاجر السمك، المدعو عمر والذي يدير زورقين، رفض التصوير لكنه صرح للوئام قائلا: "منذ قدوم المسمى كورونا ونحن فى مأزق حقيقي، فالسلطات تطلب من أصحاب الزوارق الصغيرة العودة إلى الشاطئ قبل تمام الساعة 3 والنصف وعند الساعة الرابعة يتم إخلاء المكان، وهذا الإجراء يشمل أصحاب الصيد اليومي"، بحسب تعبيره.
وأضاف: "لا يجد الصياد الوقت الكافى للصيد"، مشيرا إلى أن ندرة السمك المعروض للبيع تعود لخروج الزوارق المبكر من الشاطئ قبل تواجد الأسماك بكثافة بعد العصر".
وأوضح عمر أن نفاد مادة البنزين أصبح عامل إعاقة جديد لعملهم، حيث تختفي هذه المادة الحيوية والضرورية لليوم الثالث على التوالي.
وقال إن وجود معظم الزوارق فى حالة صيانة وتنظيف، ساعد في ندرة الأسماك المعروضة للبيع، وأضاف: "لم أر مثل هذا المشهد في حياتي".