بشرى من آدرار..الوالي يؤكد: الوضعية الصحية في الولاية مستقرة

أكد والي آدرار السيد جاكانا محمدو الحاج واكي أن الوضعية الصحية للولاية مستقرة لله الحمد، وأنه لحد الساعة لم تسجل فيها بفضل الله أي إصابة بفيروس كورونا المستجد، وأن جميع الحالات التي كانت في الحجر الصحي خرج أصحابها سالمين بعد انقضاء مدة حجزهم دون تسجيل أي أعراض للإصابة بهذا الفيروس عليهم.

وأوضح والي آدرار، خلال مقابلة مع المكتب الجهوي للوكالة الموريتانية للأنباء أمس الثلاثاء بمباني الولاية في أطار، أنه قام منذ الوهلة الأولى باتخاذ إجراءات صارمة للوقاية من هذا الفيروس الفتاك، وذلك طبقا للتوجيهات الواردة في خطاب فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني المتعلقة بالإجراءات الاحترازية لمكافحة انتشار الوباء في بلادنا.

وقال"منذ تلقينا التعليمات المنبثقة عن اللجنة الوزارية التي يترأسها الوزير الأول السيد إسماعيل بده الشيخ سيديا في شكل تعميم صادر عن وزير الداخلية واللامركزية عكفت اللجنة الجهوية على تنفيذ تلك التعليمات من خلال تنظيم اجتماعات دورية برئاسة والي الولاية وبعضوية كافة المصالح المعنية بالملف من سلطات إدارية وعسكرية وأمنية وصحية ومنتحبين وفاعلين اقتصاديين، وذلك من أجل خلق آليات مناسبة لتطبيق هذه التوصيات بشكل صارم للحد من مخاطر فيروس كوفيد-19".

إجراءات احترازية ذات طابع أمني وصحي

وبين الوالي أنه تم القيام بتنفيذ إجراءات احترازية ذات طابع أمني وصحي، حيث تم إغلاق المدارس وتعليق صلاة الجمعة بتعليمات من وزارة الشؤون الإسلامية، وتطبيق حظر التجول بين الولايات باستثناء الشاحنات المحملة بالبضائع مع إغلاق جميع المحلات بالسوق باستثناء محلات بيع المواد الغذائية ومحلات بيع الخردوات و قطع غيار السيارات.

وقال الوالي:" لقد تم تطبيق إجراءات ذات طابع أمني، وإجراءات ذات طابع تعليمي، وإجراءات ذات طابع اجتماعي، حيث تم تنفيذ هذه الإجراءات في ظروف جيدة تحت إشراف السلطات الإدارية بتنفيذ مباشر من المصالح الأمنية والعسكرية على مستوى الولاية"، مثمنا تعاطي السكان مع هذه الإجراءات، ومنوها بدور الصحافة الوطنية والعمد والنواب، وكذلك المجلس الجهوي والجمعيات الثقافية والنوادي الشبابية والمدونين لما قاموا به من دور كبير في مجال التوعية والتحسيس حول مخاطر هذا الفيروس وطرق الوقاية منه.

وبين الوالي أنه قام بعدة زيارات ميدانية للسوق المركزي للوقوف على مدى تموينه، بالإضافة إلى عقده لسلسة اجتماعات مع المندوبية الجهوية للتجارة والسياحة، وذلك طبقا للتعميم الصادر عن وزير التجارة والسياحة والمحدد للأسعار مراعاة للمواد المعفية من الجمركة، حيث تم تحديد الأسعار على مستوى سوق أطار المركزي وباقي أسواق الولاية في كل من وادان وشنقيط وأوجفت وفق محضر تم توقيعه بين الإدارة والمندوبية الجهوية للتجارة والسياحة.

لم نسجل أي نقص في تموين الأسواق

وأكد الوالي أن المندوبية الجهوية للتجارة والسياحة تقوم بعمل مكثف لمتابعة الأسعار، وذلك تحت إشراف حكام المقاطعات لضمان متابعة أسعار المواد الغذائية الأساسية، وكذلك معاقبة المخالفين لهذه الإجراءات من أجل منع المضاربات، مشيرا إلى أنه يسجل ارتياحه لسير العملية، حيث أن المواد الغذائية متوفرة في السوق.

وبين انه لم يسجل أي نقص في هذه المواد، ولم يسجل أي ارتفاع في أسعارها، مشيرا إلى ارتياحه الكبير لمستوى التعاطي الايجابي الذي لمسه لدى التجار فيما يتعلق بمساندتهم للإجراءات الاحترازية التي اتخذها السلطات العليا بالبلد.

وقال الوالي"إن أكبر عمل اجتماعي تقوم به الدولة تجسد في الخطاب التاريخي لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني يوم 25 مارس 2020، حيث وجه رئيس الجمهورية خطابا للأمة تناول فيه برنامج ومشاريع اجتماعية مهمة وأساسية لمناصرة الشعب في هذه المحنة".

وأضاف الوالي لقد عقدت عدة اجتماعات مع اللجة الجهوية، وذلك من أجل اتخاذ التدابير الكفيلة بتطبيق التعليمات التي وردت في خطاب فخامة رئيس الجمهورية، سواء تعلق الأمر بإعفاء الضريبة الجمركية أو تعلق الأمر بالإعفاء من أعباء الكهرباء والمياه والضرائب البلدية التي تم تعليقها لمدة شهرين.

توفير علف الحيوان للمنمين

وأكد الوالي أن مخازن البلديات الحضرية والريفية في الولاية وصلتها كميات معتبرة من علف الحيوان، وذلك من أجل مساعدة المنمين في هذه الظروف الصعبة، مبينا أن هذه الكميات تقدر بـ393 طنا من القمح و196 طنا من القمح المركب (ركل) ، حيث سيتم توزيعها في إطار البرنامج الرعوي الخاص بالمنمين والمزارعين.

وأضح الوالي أن هذه الكميات سيتم توزيعها بشكل شفاف على مختلف بلديات الولاية البالغ عددها (11) بلدية، مشيرا إلى أنه وموازاة مع هذه القرارات قامت بعض الجهات مشكورة بتوزيع بعض المساعدات على سكان بعض البلديات بما فيها مواد غذائية وتحويلات نقدية، شملت كل بلديات الولاية.

وأضاف أن هذه المساعدات غاية في الأهمية، حيث ستمكن الساكنة من تجاوز هذه المحنة، إنشاء الله، مؤكدا أن خطاب فخامة ريس الجمهورية يشكل مرجعية للعمل الاجتماعي والإنساني لما تضمنه من قرارات شجاعة تتعلق بإعفاء المواطنين من فاتورة الماء والكهرباء لمدة شهرين، فضلا عن إعفاء سكان القرى والأرياف من أعباء هاتين الخدمتين طيلة بقية السنة، مع تحمل الدولة عن أصحاب المهن وأصحاب الأنشطة الصغيرة لضريبة البلدية لمدة شهرين.

وبين أن سكان الولاية يثمنون هذه المساعدات ويعبرون عن ارتياحهم الشديد لهذه الإجراءات الاحترازية المتعلقة بالتصدي لفيروس كورونا.

وقال الوالي "لقد تم حجر 74 شخصا على مستوى الولاية في كل من أطار وشنقيط وودان من جنسيات متعددة (موريتانيين وفرنسيين وبلجيكيين وألمانيين وايطاليين)، حيث تم خضوعهم للحجر الصحي، وتم اكتمال فترة حجرهم دون تسجيل أية أعراض للإصابة عليهم، وخرجوا سالمين لله الحمد، حيث حصل كل واحد منهم على وثائق طبية تؤكد خلوه من فيروس كورونا، وبالتالي فإن الحالة الصحية للولاية مستقرة، لله الحمد".

وأضاف" منذ الوهلة الأولى اتخذنا إجراءات صارمة للوقاية من هذا الوباء، حيث تم في بداية شهر فبراير الماضي وضع فرق طبية على مستوى مطار أطار الدولي مجهزة بكافة الآليات الضرورية للكشف عن الوباء لمعالجة الحالة الصحية للقادمين، وذلك في إطار الإجراءات الوقائية المرتبطة بالموسم السياحي للعام المنصرم، ثم تم بعد ذلك إغلاق المطار، وتم توقيف جميع الرحلات القامة إلى أطار بعد وصول 22 رحلة من أصل 24 رحلة كانت مبرمجة طيلة هذا الموسم.

وأكد السيد جاكانا أحمدو الحاج واكي أن الولاية تتوفر على منظومة صحية مكتملة ومجهزة بشكل جيد، وأن الإدارة الجهوية للصحة تعمل بشكل مستمر لضمان المحافظة على سلامة المواطنين، حيث قامت بتوزيع العديد من المعدات الطبية ومواد التعقيم والكمامات، فضلا عن استعدادها التام للتكفل بمعالجة حالات الإصابة بفيروس كورونا إن وجدت، لا قدر الله.

الولاية لم تسجل أية أضرار اقتصادية

ونبه الوالي إلى أن ولايته لم تسجل أية أضرار اقتصادية، حيث أن موسم السياحة الذي يعد من أهم مقومات الولاية اكتمل بشكل جيد، وبالتالي لم يتأثر اقتصاد الولاية نتيجة لجائحة فيروس كورونا المستجد، لله الحمد، ،مشيرا إلى أن الموسم السياحي بدأ في ظروف طبيعية، بالإضافة إلى أن المنتوج الزراعي لم يتضرر هو الآخر، حيث تم تنظيم حملة مكافحة آفة غبار النخيل بإشراف مختبر معالجة أمراض النخيل، إذ تم تنظيف ومعالجة أكثر من116705 نخلة، وذلك من خلال فرق فنية تابعة لوزارة التنمية الريفية.

وتوجه الوالي في نهاية هذه المقابلة بكلمة إلى ساكنة ولاية آدرار طالبهم فيها بضرورة احترام كافة الإجراءات الاحترازية التي وضعتها الدولة لضمان الوقاية من انتشار فيروس كورونا، مؤكدا أن هذه الإجراءات ليست لغاية تقييد الحرية، وليست لغاية تضييق الخناق على المواطنين، وإنما تهدف إلى توفير أسباب الوقاية من هذا الداء العضال.

وطالب جميع فئات المجتمع في الولاية بضرورة التحلي بالتعليمات والإرشادات التي تنفذها السلطات الأمنية، بما في ذلك إجراءات حظر التجول، ومنع التنقل بين الولايات، وتحاشي التجمهر، واحترام المسافة بين الأشخاص، وعدم المصافحة.

وقال:"الحمد لله، رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني هنأ الشعب الموريتاني على خلو البلاد من هذا الفيروس، وبالتالي ينبغي مضاعفة الجهود لتطبيق كافة التعليمات للوقاية من فيروس كوفيد-19، والمحافظة على هذه النتيجة الهامة، التي تعبر عن انتصار بلادنا على الوباء".

أجرى الحوار: محمد إسماعيل 
 

أربعاء, 22/04/2020 - 22:21