يبدو أن أصحاب المحلات التجارية الخاصة ببيع الهواتف النقالة ومتعلقاتها قد سئموا البقاء في المنازل وتعطيل مصادر دخلهم وهم يواجهون متطلبات الحياة التي تتضاعف في شهر رمضان.
فالإجراءات الاحترازية التي تفرضها السلطات العمومية للوقاية من انتشار جائحة كورونا أدت إلى إغلاق السوق في وجه الباعة والزبناء على حد سواء، وهو ما خلف جيشا من العاطلين عن العمل يقدره البعض بالآلاف.
ولأن أجل الإغلاق لم يحدد بشكل نهائي وقطعي، فقد وجد باعة "نقطة ساخنة" أنفسهم أمام تحدي ظروف العيش، خاصة ظرف التحضير لشهر الصيام، فقد حاول الباعة ابتكار العديد من الطرق للتحايل على القرار الحكومي.
كانت بداية الخطط البديلة بالوقوف أمام المحل التجاري المغلق في انتظار مرور زبون أو وصول آخر سبق التنسيق معه، وقد مكنت هذه الخطة بعض تجار السوق من كسب مداخيل، لكنها كانت محدودة وغير كافية لتأمين الإيجار والمصروف اليومي.
لكن حلول رمضان فرض انتهاج خطة بديلة يأمل الباعة في أن تكون أكثر نجاعة من سابقتها، حيث استعاضوا عن الدكاكين المغلقة بسيارات تحمل معروضاتهم وتقف في الشارع المحاذي للسوق.. إنه الابتكار الأخير.
موفد الوئام زار سوق "نقطة ساخنة" صباح اليوم للاطلاع على ظروف العمل فيه، وعلى أهم التحديات التي تواجه الباعة في ظل الاجراءات الاحترازية ضد وباء كورونا سريع الانتشار.
أحد الباعة، ويدعى أحمد، أكد للوئام أنهم لا يستطيعون البقاء في المنزل مثل السيدات، بحسب تعبيره.
وأضاف: "لقد أغلقوا المحلات لكن نستطيع التجول للبيع والزبناء يتصلون بنا لنخرج لهم البضائع".
ويشير أحمد إلى السوق الموازي في الشارع، قائلا: "انظر، هذه السيارات مليئة بالبضائع.. لن نعدم طريقة لنبقي أنفسنا ومن نعيل على قيد الحياة، ولن نبقى جالسين في المنازل في انتظار المجهول".
وفي الطرف الآخر من تجمهر الباعة صاح أحدهم: "أنا افضل كورونا على البقاء فى المنزل من بدون دخل".