تناهَى إلى علمي أن بعضَ الإخوة الكرام، قام بتأويل حديثٍ لي عبر إحدى وسائل الإعلام الوطنية، وذَهبَ به مذهبا لاهو مِن خلقي ولا قناعتي، ولا يتحمّله الكلامُ أصلا، خصوصًا إذا لم يُقطَع من سياقه.
واحتراما مني لهؤلاء الإخوة، وللشعب الموريتاني الكريم، أوَدّ توضيحَ النقاط التالية:
1 – أن الحديث جاء في سياقٍ محدَّد، وقطعُه من سياقه هو الذي أتاح الفرصةَ لقابِلية التأويل غير الموفق.
2 – أن وصفَ أيِّ أحدٍ بصفةٍ محدّدةٍ لا يعني أبدا نفيَ تلك الصفة عن غيره.
فأنا أجزم أن خلفية أي مواطنٍ في هذا الوطن – دينيَّا واجتماعيًّا – هي خلفيةٌ دافِعةٌ له إلى احترام الشعائرِ وامتثالِ الشرع، ولا أدَلَّ على ذلك مِن هذه النّسبَةِ المُشَرّفة التي يحتلُّها الدين الإسلاميُّ في شعبنا الكريم وهي نسبة 100%
فلوكانت لدى بعض المواطنينَ خلفياتٌ غير هذه الخلفيات لكانت مؤثِّرَةً في هذا الرقم.
وإنما الحديث كان عن مسؤولين من أبناء هذا الشعب الذي هذه صفتُه، وقد بينتُ أنهم غيرُ متهمين في احترام الشعائر والحفاظ عليها، ويستحقون أن يُحسَن الظنُّ بهم انطلاقا من ذلك.
3 – لن نُؤْتَى بحول الله تعالى مِن قِبَل أيِّ طابعٍ تمْييزِيٍّ، فما كان ولن يكون قناعةً ولا رأيا لنا، بل نُؤمن وندين اللهَ تعالى بقِيم الأُخُوّةِ والمساواة التي أقرها كتابُنا الحكيم، وسنةُ نبينا عليه أفضلُ الصلاة والسلام، وتَمَّ تقريرُها في دستور وقوانين الجمهورية الإسلامية الموريتانية، التي نعتبر أنفسَنا خُدَّامًا لشعبها كلِّه وفْقَ قواعد الأخُوة والمساواة تلك.
4 – أُهِيبُ بالإخوة المحترمين مِن كُتَّابٍ ورُوادٍ لمواقعِ التواصُلِ الاجتماعي إلى ضرورة أن نتعاوَن جميعا على لَمِّ الشمْلِ، ورصِّ الصفِّ، وحُسن الظن، وأن نُرَكِّزَ جميعا على توعيةِ هذا الشعبِ الحبيب، ونشر قيم المحبةِ والتآخي والتسامُح التي بها سنواجه كلَّ التحديات، ونرتقي بالجميع ومع الجميع إلى آفاق النماء وتَحقِيقِ الآمالِ العِراضِ بحول الله تعالى.
حفظكم الله جميعا، وتقبل منا ومنكم الصيامَ والقيام.
الداه سيدي أعمر طالب