هنا، يوحى لك المكان أنك فى منتزه، لكن الحقيقة مغايرة، فنحن فى قلب العاصمة وعلى شارع رسمى يمر بالقرب من مقر الكنيسة فى العاصمة نواكشوط.. وما يحيط بنا هو عبارة عن حدائق الزهور وأشجار الزينة، التي يؤمها أصحاب الفلل والقصور من أغنياء وأجانب.
هنا، يقضي مالك المشروع، الذي يدعى الحسين، جل وقته فى هذا المكان، فهو يزرع الموز والرمان والتين، وفي الحديقة أشجار بشتى الأشكال والأحجام.
يقوم الحسين وشريكه في المشروع سيدى اعمر بزرع هذه الأشجار ورعايتها وعرضها للبيع.
يقول الحسين، في تصريح لوكالة الوئام الوطني للأنباء، إن لديه زبناء فى تفرغ زينه كثيرا ما يتقدمون بطلبات للحصول على أنواع من الأشجار أو أشكال من الزهور الملونة لتزيين مداخل المنازل، مشيرا إلى أنه وشريكه يقومان بتجهيز الطلبيات.
وأوضح الحسين أن التجهيز يتطلب فترة زمنية قصيرة تمتد من ثلاثة أيام إلى أسبوع واحد.
ويقول الحسين: "مشكلة الزبون أنه يطلب مثلا زرع شجرة الرمان واستلامها في وقت وجيز"، مضيفا: "لكن الرمان يحتاج للمتابعة مدة 6 أشهر حتى ينضج والناس لا تفهم الانتظار ولا تصبر على الزرع".
ويؤكد أن القائمين على المشروع نادرا ما يتوصلوا بطلب توفير أزهار ملونة كالتي تقدم فى مختلف المناسبات، مشيرا إلى أن المتقدم بتلك الطلبية كثيرا ما يكون من جنسية أوروبية أو من الجالية العربية، لأن المجتمع الموريتاني لا يتعامل بالأزهار ويفضل عليها تقديم الخرفان كهدايا، بحسب تعبيره.
وعن تأثير إجراءات منع انتشار وباء كورونا على مداخيل المشروع، أكد الحسين إن تلك الاجراءات أثرت سلبا على المشروع، مرجعا ذلك إلى كون الزبناء أصبحوا أكثر حذرا "وليس فى أولوياتهم تجهيز حديقة ولا يريدون أن يدخل منازلهم أحد هذه الأيام"، وقال: "إنهم يخافون من الأزهار التي يعتقدون أنها قد تحمل لهم فيروس كورونا".