لا تزال تداعيات فيروس كورونا تلقي بظلالها على سوق "نقطة ساخنة" الخاص ببيع وإصلاح وتوفير قطع غيار ومستلزمات الهواتف الخلوية وأجهزة الكومبيوتر، والتي تقع في قلب العاصمة نواكشوط.
وتعرف هذه السوق بأنها الأكثر امتصاصا لبطالة الشباب في موريتانيا، وخاصة حملة الشهادات الذين وفرت لهم سبل العيش الكريم بعد سنوات من انتظار التشغيل.
مئات الشباب، إن لم نقل الآلاف، باتوا يواجهون تحدي توفير لقمة العيش بسبب إغلاق سوقهم التي وجدوا فيها الملاذ الآمن خلال السنوات الأخيرة، غير أن ظروف الصيام ومتطلبات العيد الذي أصبح وشيكا زادت الطين بلة.
لقد توقف كل شيئ بسبب الاجراءات الاحترازية لمنع انتشار جائحة كورونا، ولم يعد الانتظار حلا بعد أن تراكمت المشكلات التي تزداد وطأتها يوما بعد يوم.
ويقول المستثمر في سوق "نقطة ساخنة" ابراهيم، في تصريح خاص لوكالة الوئام، إنه لم بتصور أبدا أن يؤول حاله الى هذا المآل، مشيرا إلى أن دخله قبل حلول جائحة كورونا "كان أفضل مندخل موظف حكومي، واليوم أصبح دخل حارس مبنى أفضل من دخلي"، بحسب تعبيره.
وأضاف: "بالكاد أبيع جهازا خلويا واحدا على الرصيف بعد أن كان الزبون ينتظر دوره للانتهاء من صفقات مع زبناء ملأوا جنبات محلي التجاري".
وأوضح إبراهيم أنه، وبعد أن كانت أسعار بضاعته محددة بما يتلاءم وسعر السوق، أصبح مضطرا للبيع بأي ثمن، مرجعا السبب إلى نقل بضاعته من رفوف محله التجاري الأنيق إلى رصيف مليئ بالقمامة، على حد وصفه.
وقال: "الزبناء ينتهزون الفرصة لشراء بضاعتي بنصف ثمنها أو أقل وأنا مضطر للبيع مهما تكبدت من خسارة".
تلك هي حال المئات من المستثمرين في سوق "نقطة ساخنة"، الذين عبر الكثير منهم للوئام بأن تفكيرهم لم يعد منصبا على حمايو رأس المال، بل ان شغلهم الشاغل بات توفير لقمة العيش ودفع أقساط الإيجار وتسديد الفواتير المختلفة.
المستثمرون حملوا الوئام مسؤولية تذكير الحكومة بمساهمتهم في إنعاش الاقتصاد، ودورهم الهام في سد جزء غير يسير من مشكلة البطالة، مؤكدين أن الشباب العامل في سوق نقطة ساخنة "اكتسب خبرة تقنية تضاهي خبرات خريجي الجامعات والمعاهد الفنية، بل وتفوقها في بعض الأحيان"، بحسب قولهم.
رسالة هؤلاء الشباب لسلطات بلادهم يمكن اختصارها في تلبية أحد مطلبين: افتحوا السوق، أو عوضوا لأصحابه.