لم تتأخر الإشادة الدولية بنجاعة المقاربة المغربية في تعاطيها مع أزمة فيروس كوفيد 19، في مختلف الأوساط الإعلامية والسياسية والصحية، والتي جعلت منه نموذجا في تدبير تداعيات هذه الجائحة الخطيرة والسريعة الانتشار.
ذلك أن مقاربة المملكة تم طرحها واعتماد تطبيقها بمجرد تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا مطلع شهر مارس الماضي، وذلك بتوجيهات سامية من جلالة الملك محمد السادس، وبإشراف مباشر من جلالته.
ولأن السلطات الصحية في المملكة، كغيرها من نظيراتها في مختلف أرجاء المعمورة، لا يمكنها التنبؤ بالبوابة التي سيستغلها الفيروس الخطير للانتشار، فقد جاءت الاستراتيجية المتبعة شاملة ومتعددة الأبعاد، فشملت الجوانب الإدارية والأمنية والصحية وكذا الاقتصادية والاجتماعية، وبادرت بفرض خطوات استباقية شملت إغلاق الحدود البحرية والجوية، وإغلاق المدارس والجامعات والمساجد ودور العبادة والمطاعم والمقاهي، ومنع التنقل بين المدن، وتطبيق حالة الطوارئ الصحية بربوع المملكة مع فرض الحجر الصحي الكلي منذ تاريخ 20 مارس المنصرم، والذي تم تمديده حتى 20 ماي 2020.
كما تم تجنيد المصالح الأمنية والسلطات الإدارية المحلية للسهر على احترام تطبيق الحجر الصحي الكلي بجميع جهات المملكة.
وبفضل الاستجابة الواسعة للمساهمة في صندوق مكافحة الجائحة، الذي اطلقه جلالة الملك، تم جمع 32 مليار درهم، أي ما يعادل 3 ملايير أورو.
ومع بداية انتشار الفيروس في معقله الأول في الصين أعطى الملك محمد السادس تعليماته السامية بإجلاء الطلبة المغاربة العالقين بمدينة ووهان الصينية، بؤرة انتشار الفيروس، وإعادتهم إلى المغرب.
ولأن القطاع الصحي يعتبر رأس الحربة في المعركة ضد فيروس كورونا المستجد، فقد عزز المغرب منظومته الصحية الوطنية سواء على مستوى الرصد واليقظة أو على مستوى رفع الطاقة الاستيعابية للمستشفيات العمومية والخاصة والعسكرية.
كما قام قطاع النسيج بإنتاج الكمامات الطبية التي تحترم معايير الجودة العالمية، والمعقمات الكحولية بالكمية اللازمة التي تغطي حاجيات المغرب الداخلية، حيث تجاوز معدل الإنتاج اليومي للكمامات 7 ملايين كمامة، وبذلك تمكن المغرب في وقت وجيز من تصدر طليعة الدول المنتجة والمصدرة لهذه المستلزمات الطبية، والتي سيتزايد عليها الطلب بعد رفع الحجر الحجر الصحي.
وقد عملت المصالح الصحية في المملكة على توفير الرعاية اللازمة ومرافق الانعاش الكافية لاستقبال المرضى في أحسن الظروف الممكنة، فضلا عن اقتناء أجهزة متطورة لكشف الفيروس في وقت وجيز.
أما على مستوى التصدي للتداعيات الخطيرة والمتعددة الأوجه لهذه الجائحة على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي، فقد تم اتخاذ حزمة من المبادرات التي كان لها الاثر الايجابي على اقتصاد المملكة وعلى حياة الناس.
ولم يشغل الوضع الداخلي، المجند لمنع انتشار كوفيد 19، المملكة عن رعاياها في الخارج، حيث جندت وزارة الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بعثاتها الديبلوماسية من سفارات وقنصليات، لدعم المواطنين المغاربة العالقين بالخارج والتكفل بهم ماديا ومعنويا، في انتظار عودتهم إلى أرض الوطن.
تلكم هي ثمرة اهتمام العاهل المغربي، الملك محمد السادس، بسلامة وطنه وصحة مواطنيه، في ظل جائحة حيرت العالم وضربت العديد من منظوماته الصحية الراقية في الصميم.
*- المدير الناشر لوكالة الوئام الوطني للأنباء في موريتانيا