زراعة النعناع و"القزبور" في نواكشوط، مهنة عانى أصحابها بسبب كورونا (تقرير مصور)

حقول النعناع والقزبور والبصل بحدائق السبخة ـ تصوير الوئام

 

الوئام الوطني ـ تقارير ـ المزارع ابراهيم القاطن بمقاطعة توجنين بولاية نواكشوط الشمالية يتجه باكرا إلى مزرعته ب"حدائق السبخة" الشهيرة بولاية نواكشوط الغربية.

هم إبراهيم الوحيد تأمين لقمة العيش الكريمة له ولأسرته، يقضي يومه بين أحواض النعناع، والقزبور والبصل تحت ظل نخيل غير وافر، لكنه قنعان بحاله، راض بمهنته.
استقبل ابراهيم فريق الوئام بصدر رحب، وشرح لنا كيف يبدو العمل في حدائق السبخة المخيفة بتلك المنطقة التي تروى عنه قصص كثيرة في نواكشوط لكون مخيلة السكان تجعل منها أحد أكبر أوكار عصابات التلصص.
لا يولي إبراهيم كبير اهتمام للأمر، حاله حال زملائه حين سألناهم عن ترك السيارة بأحد أروقة الحدائق وما إذا كان آمنا أم لا فردوا بأن لا داعي للقلق، وكأنهم يريدون أن يوصلوا رسالة مبطنة بأن المكان سوق طبيعي يبيع الورد والنعناع والقزبور بكل ود وسلام.

ابراهيم حين سألناه عن وضعية مهنته ومهن أصحابه بعد اتخاذ السلطات إجراءات احترازية لمحاصرة "كورونا" وما تبعها من حظر للتجول وإغلاق للأسواق، أجاب بأن البيع تقلص بدرجة كبيرة، وأن الوضع تغير.
وأردف قائلا: " زارتنا منظمات للبيئة ودرست وضعيتنا وذهبوا على أمل العودة وتقديم الدعم لأن مصدر الرزق الوحيد لي ولزملائي هو ما تجدو به هذه الأرض، ولكنهم لم يعودوا بعد.

ولا يبدو ابراهيم مكترثا كثيرا للأضرار التي تخلفها الطبيعة ولا لحجم الخسائر الناجمة عنها، خصوصا حقول النعناع سريعة الخسارة، فهو حسب حسبانا لذلك، إلا أن ما تعيشه سوقهم من ركود بسبب "كورونا" هو ما يشغل باله.
ابراهيم رفقة زميل آخر له قالوا إن زوجاتهم سجلوا على لوائح  الأسر التي ترغب في المساعدات الموزعة من الحكومة ورغم أن ابراهيم يقط "توجنين" وزميله ب"الترحيل" إلا ان أيا منهم لم تصله بعد مساعدات الدولة.
ويعتمد باعة النعناع والبصل والقزبور على التاجرات المعروفات محليا ب" أنجايات" واللاتي يشترين كميات معتبرة من تجارة ابراهيم ورفاقه فضلا عن بائعات وبائعي النعناع، وبعض الأسر التي تأتي لشراء عينة من النعناع تزين رائحة المنازل وتوضع بمداخلها يقول ابراهيم إن عديد الأسرة أصبحت تشتريها لتزيين المنازل.
ويأمل ابراهيم ورفاقه أن تعود الحياة لطبيعتها وأن يتم الانتصار على "كورونا" .

وحين سألناه عن ما إذا كان هو ورفاقه فكروا في خطة بديلة لتسويق بضاعتهم والعمل على تعويض النقص الحاصل في عمليات البيع، قال إنهم لم يجروا بعد أي تحرك لإيجاد البديل، ولكنهم قد يفعلوا في المستقبل.

ولا يختلف حال مزارعي "حدائق السبخة" كثيرا عن حال زملائهم في "حدائق تنسويلم"
وإن كانت حدائق تنسويلم تمتاز بزراعة "الصلاته" إلا أنهم أيضا تقلص أدائهم بسبب جائحة "كوفيد19".
 

المزارع ابراهيم خلال حديثه للوئام
قطعة النعناع ذات الرائحة الطيبة والتي أصبحت بعض الأسر تعطربها منازلها
أربعاء, 06/05/2020 - 06:31