وكالة الوئام الوطني - بعيدا عن أعين الكثيرين فى المنطقة الخلفية من حي "سانتر امتير" بمقاطعة تفرغ زينة تتواجد عشرات الشاحنات التى تنقل المياه للزبناء، وذلك لأغراض الشرب والبناء في تفرغ زينه وفي بعض المقاطعات المجاورة.
المكان كأنه خلية نحل، الكل يعمل.. صهريج يرابط تحت منبع الماء، وآخر يخرج صوب زبون، وثالث يتقدم ليروي ظمأه، والبقية ما بين منتظم في الطابور أو سالك سبل الذهاب والإياب.
يخيل للزائر أن أزمة عطش حادة عصفت بالعاصمة نواكشوط، فلم تترك قطرة ماء بحنفية ولا رطوبة بجدار خزان مياه.
هنا، وتحت أشعة الشمس الحارقة يقضي احمد جل يومه متأبطا قلمه ودفتره الذي يحوي أرقام الصهاريج وتوقيت مغادرة كل منها أو وصوله، فهو مرجعية الجميع في نظام الطابور، باعتباره المسؤول عن تنظيم الورود نحو نقطة الارتواء.
يقول أحمد، في تصريح خص به موفد وكالة الوئام الوطني للأنباء، إن المكان يحوي 15 حنفية، واحدة منها تعود ملكيتها لبلدية تفرغ زينه، بينما يمتلك مستثمرون الحنفيات ال14 الأخرى، موضحا أن شركة المياه توفر الماء لقاء فواتير يتم تسديدها من قبل البلدية والمستثمرين، وهم من يتولون بيع المياه للزبناء.
وأشار أحمد إلى أن الصهريج ذا سعة 4 أطنان يباع لساكنة تفرغ زينه بمبلغ 6500 أوقية قديمة، وللزبناء في بقية المقاطعات بمبلغ يتراوح ما بين 10 آلاف و15 ألفا، حسب بعد المسافة.
وقال إن أربع حنفيات من الحنفيات ال15 متعطلة عن العمل بعد أن قطعت عنها الشركة المياه بسبب رفض بعض المستثمرين سداد فواتيرها، مشيرا إلى أن بعض الحنفيات المسددة فواتيرها قد تتعطل لعدة أيام نظرا لأسباب فنية.
ويقول أحمد: "فى تفرغ زينة تأتينا الطلبات يوميا من منازل بعضها جديد لم يتوفر بعد على اشتراك للمياه، وبعضها قطعت عنه الشركة الماء بسبب متأخرات السداد، وبعضها في مناطق لم تصلها الشبكة بعد، كما نتوصل بطلبات من زبناء لديهم ورشات بناء".
وعن تأثيرات الاجراءات الاحترازية ضد وباء كورونا على نشاطهم، قال أحمد إنهم تضرروا كثيرا من تلك الاجراءات، خاصة خلال الأيام التي كان حظر التجول فيها يبدأ الساعة السادسة مساء.