استطاعت موريتانيا، وسط محيط موبوء بجائحة كورونا وعالم تكبد الخسائر البشرية الكبيرة قبل المادية الباهظة، أن تبقى خالية من الفيروس الخطيرة بفضل الله أولا، ثم بفعل نجاعة الاستراتيجية الاستباقية التي انتهجتها منذ أن بدأت الجائحة الخروج من معقلها الأول في مدينة ووهان الصينية.
لقد جاءت الاستراتيجية، التي وضعها رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، وسهر على تطبيقها الوزير الأول المهندس إسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا، وتشكلت بموجبها لجنة ضمت مختلف القطاعات الحكومية المعنية تتقدمها وزارة الصحة وتجتمع بشكل دوري، جاءت متعددة الجوانب لتطال الجوانب الاحترازية التي شملت إغلاق المدارس والمعابر البرية، وتعليق الرحلات الجوية، ووقف النشاط السياحي، وإغلاق الأسواق، وتعطيل صلاة الجمعة، ومنع التنقل بين الولايات، فضلا فرض حظر التجول الليلي بغرض توفير الجو المناسب للتباعد الاجتماعي.
كما أن الاستراتيجية، التي أثبتت نجاعتها بمرور الوقت، تضمنت جوانب اجتماعية لمساعدة الفقراء الذين اتسعت دائرتهم بسبب فرض الاجراءات الاحترازية، فتم تخفيض أسعار بعض المواد الأساسية، وتوزيع المواد الغذائية على العديد من الأسر المحتاجة، كما تم دعم المنمين بكميات كبيرة من العلف وتكفلت الحكومة بالمرضى والطلاب العالقين في الخارج.
إن استراتيجية موريتانيا أضحت نموذجا في شبه المنطقة، ولاقت ارتياحا واسعا في الأوساط الشعبية التي ثمنتها وحصدت نتيجتها صحة وأمنا واطمئنانا.
وكالة الوئام الوطني للأنباء