مخطئ من ظن ان الحكومة تكفي وحدها لكسب الحرب ضد الوباء. الحقيقة أنه لا بد من مشاركة الشعب بعقله وفكره وجسمه وماله وجهده. صحيح أن الحياة في زمن كورونا صعبة ولا تطاق. صحيح أن الثمن المطلوب منا ثمن باهظ،، مطلوب منا أن نتخل طوعا عن حرياتنا، وأن نبدل طقوس حياتنا، ونبتعد عن أقرب الناس إلينا تحسبا لخطر داهم قد يفاجئنا. علينا أن ندفع هذا الثمن رخيصًا مقابل حياتنا وحياة أبنائنا.
وإنه لمن حسن الطالع أن حكومتنا أثبتت حتى الآن نجاحا في إدارة الأزمة حيث أن الإصابات لم تتجاوز ال12 حالة. والأهم من ذلك أنها بتعاملها الشفاف مع المشكلة استعادت ثقة الشارع، واستطاعت دولتنا أن تلفت انتباه العالم بحسن الأداء وسلامة التخطيط. هذا كله صحيح، ولكن المعركة لم تنتهِ بعد. والمطلوب منا الآن بعد التوكل على الله تبارك وتعالى والإقبال على الدعاء، هو:
- الثقة بالنفس و زراعة التفاؤل والأمل. تفاءلوا خيرًا تجدوه. إن الهلع والتشاؤم والمواقف السلبية لن تفيدنا شيئا
- التعاون مع الحكومة والجهات المختصة، وتنفيذ ما يصدر عنها من توجيهات وتعليمات، أعني الدوائر المختصة كلها: الصحية والإدارية والدينية والاجتماعية، إلخ.
- عدم الاستخفاف بغسل اليدين بالصابون والتزام البقاء في المنازل والتباعد الاجتماعي في الأسواق وفي أي مكان، وحظر التجوال، إلخ.
- العودة إلى حملات الإعلام و التحسيس على نطاق واسع حتى نتمكن من الوصول إلى المواطن بشكل مباشر ..أينما كان
- العمل على أن نجعل من كل شخص على أرض الوطن عنصرا إيجابيا، فاعلًا وفعالًا، مقتنعا بضرورة الإحتراز وملتزما به ومراقبا على غيره.
- الاستعانة بكل الطاقات و الخبرات الموجودة، أذكر منها على سبيل المثال د. يحي ولد الحسن ود. مصطفى سيدات.. كلاهما دكتور تقلد أعلى الوظائف والمراتب الدولية في منظمة الصحة العالمية وتقاعد فيها.. واذكر عبد الله ولد بلال (مد الل(ه))، الخبير في الاتصال، والذي تولى مراكز متقدمة في الإعلام والاتصال بنفس المنظمة وفي منظمات دولية أخرى
- ولا مانع من استغلال خبرة ممثل المنظمة العالمية للصحة في انواكشوط باعتباره من أبرز خبراء الأوبئة في العالم وأغناهم تجربة ميدانية
- وأخيرا، الانتباه إلى الأضرار الجانبية المحتملة كما في أي حرب من الحروب. وفي هذا المجال قد تأتي من مرض آخر يخفيه الوباء أو يغطي عليه، أو تأتي أضرار من تفاقم الفقر والتأثيرات السلبية على معيشة السكان، أو تأتي من جهة الأمن أو من مشاكل الحدود و دول الجوار، إلخ.
- وأختتم بكلمة الأولى، وهي أيضا كلمتي الأخيرة:
معًا نهزم الوباء إن شاء الله!
Mohamed Vall Bellal