يسارع تجار سوق بيع الخشب في العاصمة نواكشوط إلى التبكير بفتح ورشاتهم كما اعتادوا قبل ظهور جائحة كورونا في موريتانيا، وإن هي إلا ساعات قليلة وتمتلئ السوق حيوية ونشاطا بالزبناء، وتضيق شوارعها وأزقتها بالعربات والشاحنات القادمة من دول الجوار، وخاصة جمهورية مالي، التي تعتبر بلد عبور مادة الخشب القادمة من جمهورية كوت ديفوار نحو السوق الموريتاني.
تقع معظم مخازن الخشب فى مقاطعة السبخة على طول الشارع المؤدى إلى مقاطعة الميناء.
الزبناء يختارون بين ثلاثة أصناف من معروضات الخشب، التي تشهد إقبالا كبيرا وطلبا متزايدا، وهذه الأشكال هي: الخشب الرقيق المستطيل، المعروف باسم "كونتربلاك"، والخشب القوي، المتمثل في أعمدة خشبية صلبة، والخشب متوسط القوة، ويستعمل في بناء الرفوف وتقوية السقوف.
موفد الوئام التقى بأحد تجار سوق الخشب، ويدعى محمد، الذي صرح للوكالة قائلا إن عمر اشتغاله بهذه المهنة يعود ل11 سنة خلت، مشيرا إلى أنهم يستقبلون طلبيات الزبناء بشكل دوري كل أربعة أشهر ليتم إنجازها في الوقت المحدد.
وأضاف أن مخزونهم من مادة الخشب ينتهي بنهاية إنجاز الطلبيات، موضحا أن بقايا الخشب يتم بيعها لزبناء يكونون في الغالب أصحاب محلات تجارية في مقاطعة الميناء.
ويقول إن أصحاب تلك المحلات" يصنعون من بقايا الخشب طاولات ومقاعد وأكواخا".
وأضاف: "منذ بداية السنة وما حصل من أحداث متتالية بسبب جائحة كورونا لاحظنا أن القوة الشرائية تراجعت بشكل كبير"، بحسب تعبيره.
وأوضح أنهم لاحظوا أيضا، كمستثمرين في سوق الخشب، أن الزبناء باتوا أكثر تحفظا وأقل اقبالا، خاصة خلال شهر رمضان، مرحعا السبب إلى الاجراءات الاحترازية واعتبار توفير مستلزمات الصيام ومصاريف العيد الوشيك أكثر إلحاحا في هذه الفترة، على حد وصفه.
ونبه محمد إلى أن الإغلاق بين الولايات أثر على نشاطهم التجاري في الداخل، حبث تراجعت طلبيات زبنائهم خارج نواكشوط، مشيرا إلى أنهم كانوا يلبون العديد من الطلبيات القادمة من مدينتي كيفه والعيون تحديدا.
وقال محمد أن العديد من الزبناء"أصبحوا اليوم يخشون الإقبال على التجارة القادمة من خارج الحدود، مؤكدا أن ذلك أثر كثيرا على مبيعاتهم.
ويعمل لدى محمد في ورشته شابان بصورة دائمة، وربما لجأ لخدمات عمال مؤقتين في حال كانت الطلبية أكبر من قدرة عامليه الرسميين.