تساؤلات في زمن "كورونا".. كيف نغسل أيدينا بالصابون في ظل غياب مياه للشرب؟!

تحض التعليمات الصحية المتعلقة بالاحتراز من فيروس كورونا على ضرورة غسل اليدين بالصابون بشكل دائم ومستمر، وهو ما يتطلب توفر المياه للقيام بذلك، لكن المواطنين الموريتانيين في أكثر من مكان، في عواصم الولايات وفي المقاطعات والتجمعات الحضرية على طول البلاد وعرضها، يشتكون العطش، فأنى يغسلون أيديهم بالصابون؟!.

ذلك هو السؤال الذي يدور على شفاه الجميع كلما استمعوا للارشادات الصحية عبر وسائل الإعلام أو بأمر مباشر من طبيب أو من يقومون بالحملات التحسيسية ضد انتشار الوباء.

إن الشركة المكلفة بتوفير المياه (SNDE)، والتي تتوفر على ميزانية ضخمة، وتقوم بجباية لا ترحم ضعيفا ولا تُنظر مُعسِرا، لم تستطع، أو لنقل لم تبذل جهدا حقيقيا للقيام بالمهام المسندة اليها، والتي تتمثل في توفير المياه الصالحة للشرب للمواطنين.

فمنذ أن بدأت جائحة كورونا والشكاوى من شركة المياه تزداد يوما بعد يوم، وقد تجسد ذلك فى مظاهرات احتجاجية فى مدينة كيفة، ثاني أكبر مدينة بعد العاصمة نواكشوط، مطالبة بتوفير المياه ومنددة بموجة العطش التي تجتاح أحياءها وضواحيها.

وجاءت مظاهرات اكجوجت، قبل أسبوع، لتؤكد على ذات الطلب المرفوع في كيفه، وكذلك فعلت ساكنة مدينة تجگجه.

ولم يقتصر الاحتجاج على العطش على المدن الداخلية فقط، بل خرجت ساكنة "حي الترحيل" فى العاصمة نواكشوط مطالبة بحل مشكل المياه، ونظمت وقفة احتجاجية أمام الشركة بحضور وسائل الإعلام.

مسؤول بشركة المياه قال لموفد وكالة الوئام الوطني للأنباء إن المشكلة الأساسية تكمن فى شبكة توزيع المياه العتيقة والمتهالكة، مدعية أن مشروع آفطوط الساحلي المائي العملاق، الذي يجلب المياه من نهر السنغال، تم ضخ مياهه في أنابيب الشبكة القديمة التي لم تتحمل مياهه الغزيرة، مشيرة الى أن حل مشكل المياه يتطلب إعادة بناء شبكة مياه قوية وقادرة على تحمل وتوزيع مياه آفطوط الساحلي.

وأوضحت الشركة أنه، وفي حالة الشروع في تجديد أنانيب شبكة المياه فهنالك تحد كبير يكمن في مرور الأنابيب تحت معظم الطرق المعبدة في نواكشوط.

كاميرا الوئام رصدت مشهدا اعتادته ساكنة العاصمة خلال العقود الأخيرة، حيث تتجمع العربات التي يجرها الحمير على نقطة لتوزيع المياه بغرض تعبئة البراميل وبيعها للساكنة في مختلف الأحياء التي تعاني العطش، وهذه المياه ملوثة بفعل عدم احترام اجراءات السلامة في حاوية المياه وأثناء التعبئة وخلال الإفراغ لدى الزبناء.

ويقول محمود، وهو صاحب عربة لتوزيع المياه، إن العاصمة نواكشوط تحتوى على مناطق عديدة تشتكي من ندرة المياه مثل (مدينة 3) .وأجزاء عديدة من السبخة، والفلوجة وملح والترحيل... وغيرها.

وأكد محمود، في تصريح خاص للوئام، أن شركة المياه تواجه صعوبات فى توفير المياه لساكنة العاصمة، وأضاف: "الحمد لله على ذلك لأنها لو استطاعت تغطية العاصمة لما وجدت فرصة عمل".

وأوضح محمود انه كان يمارس تجارة نقل المياه من حنفية فى لكصر باتجاه مدينة 3 في قلب العاصمة، مشيرا إلى أنه فضل أخيرا نقل مساره إلى منطقة (ملح) بتوجنين، نظرا لكثرة الزبناء والقرب من محل الإقامة.

 

اثنين, 08/06/2020 - 11:06