الوئام الوطني - يأتي موسم قطاف التمور، المعروف باسم "الگيطنه"، هذه السنة في ظرف خاص يتسم بإجراءات الإغلاق الاحترازي من تفشي جائحة كورونا التي ضربت مختلف مجالات الحياة على ظهر البسيطة.
كاميرا وكالة الوئام الوطني للأنباء قامت بجولة داخل محلات بيع التمور فى السوق المعروف ب(سوق مسجد المغرب)، وسط العاصمة نواكشوط.
التاجر دحان، وهو خبير في الواحات، قال لموفد الوئام إنه يمتهن استجلاب التمور وبيعها في أسواق نواكشوط منذ أكثر من 12 سنة، مؤكدا أنه لم يصادف ظروف كساد حقيقي كالتي يعيشها السوق اليوم بسبب جائحة كورونا.
وأضاف: "نعرض أشكالا مختلفة من التمور للبيع بأسعار تتراوح ما بين 800 و 2500 أوقية قديمة للكيلوغرام الواحد"، منبها إلى أن تفاوت الأسعار ناتج عن تفاوت الجودة.
وأوضح أن تزايد حالات تفشي فيروس كورونا فاقم من كساد السوق، وانعكس سلبا على إقبال الزبناء خلال الموسم الحالي، مشيرا إلى أن معظم الزبناء باتوا يفضلون البقاء في بيوتهم خوفا من الاختلاط في الاسواق، فضلا عن الحواجز التي تضعها الشرطة أمام الأسواق وفرضها للعديد من الاجراءات الاحترازية التي قد لا يحترمها الكثير من رواد السوق.
ونبه دحان إلى أن موسم الگيطنه بدأ هذه الأيام لكنه يعاني نقصا كبيرا في اليد العاملة التي منع الإغلاق بين الولايات معظمها من وصول الواحات، مؤكدا أن أغلب العمال كانوا يفدون من العاصمة نواكشوط التي تعتبر اليوم بؤرة الانتشار الواسع لفيروس كورونا، وقال: "حتى ولو لم يكن الطريق مغلقا، فإن أصحاب الواحات لا يرغبون في استقدام عمالة من العاصمة خلال هذه الفترة الحرجة".
وأوضح التاجر دحان أن المستثمرين في مجال بيع التمور خلال موسم الگيطنه الجاري تقاعسوا هذه المرة عن شراء الكميات التي اعتادوا عليها خوفا من الخسارة المتمثلة في المجازفة بالتخزين في انتظار زبناء لن يُقبِلوا بالطريقة المعتادة في المواسم السابقة، بحسب تعبيره.
وتوقع أن يشهد العرض هذه السنة تراجعا كبيرا في الكميات مقارنة بالسنة الماضية.
وقلل دحان من أهمية المنافسة المغاربية للتمور الموريتانية، مشيرا إلى أن التونسيين والجزائريين اعتادوا فتح محلات خاصة لبيع تمورهم في تفرغ زينه، مؤكدا أن المستهلك كثيرا ما يختار التمور المحلية نظرا لجودتها وخلوها من المواد الحافظة.
وعبر التاجر دحان عن خشيته على مستقبل واحات النخيل بسبب عدم تمكن أصحاب الخبرة في صيانتها من الذهاب إلى الداخل بسبب إجراءات الإغلاق بين الولايات، مشيرا إلى أن معظم هؤلاء الخبراء يقطنون نواكشوط، وأضاف: "واحات النخيل تحتاج للكثير من الصيانة قبل أن تثمر تمورا بمعايير صحية وجودة عالية".