الوئام الوطني - خلف المؤتمر الصحفي الذي نظمه الوزير الأول، المهندس إسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا، ارتياحا كبيرا لدى الرأي العام، نظرا لما لمسه في ثنايا حديثه من صدق وشفافية.
تحدث الوزير الأول عن ملفات كثيرة ومشاريع تنموية متشعبة، وعن تعامل حكومته مع جائحة كورونا خلال مرحلتي الاحتراز والعلاج، حديثا يشي باطلاع واسع على كل صغيرة وكبيرة باعتباره المتابع المباشر لتزيل برنامح رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، وتطبيق توجيهاته الدائمة، وخاصة فيما يتعلق بتطويق انتشار فيروس كورونا، واقتناء المزيد من اجهزة الفحص ومواد العلاج، وكذا بمكافحة تأثير الجائحة على حياة الأسر الهشة.
لقد بعث الوزير الأول الأمل من جديد، سيرا على نهج رئيس الجمهورية الذي سبق ان بشر ببدء العمل ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺟﺎﺋﺤﺔ " ﻛﻮﻓﻴﺪ "19 ، وقال ولد الشيخ سيديا إن حكومته ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺭﺻﺪ ﺗﻤﻮﻳﻼﺕ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ %50 ﻣﻦ ﺗﺨﻄﻴﻄﻬﺎ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ.
وأشار إلى ﺃﻥ ﺃﻫﻢ ﺩﺭﺱ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺗﻪ ﻣﻦ ﺟﺎﺋﺤﺔ ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﺠﺪ ﻫﻲ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻻﻛﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ، ﻣﺆﻛﺪﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺳﺘﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، وهي سابقة في تاريخ الحكومات التي لم يعرف عنها استخلاص العبر من الأزمات التي يمر بها البلد، والعالم من حوله.
وخلص الوزير الأول الى ﺃﻥ ﺍﻟﺪﺭﺱ المستخلص من أزمة كورونا ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻪ، ﻣﺮﺩﻓﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺳﺘﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺼﻴﺪ، ﻭﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﻴﺔ، وهي المجالات التي يمكنها أن تكون مصدر اكتفاء ذاتي وتصدير خارجي.
وبلغة الواثق من النفس، أوضح ولد الشيخ سيديا ﺃﻥ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﻭﺍﺻﻠﺖ ﻣﺸﺎﺭﻳﻌﻬﺎ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﺭﻏﻢ ﺟﺎﺋﺤﺔ ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ، ﻭﻣﺎ ﺧﻠﻔﺘﻪ، ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪﻣﺘﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ، ﻭﺫﻟﻚ ﻭﻓﺎﺀ ﺑﺎﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻨﺤﻪ رئيس الجمهورية ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻐﺰﻭﺍﻧﻲ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ، مشيرا إلى ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺃﻃﻠﻘﺖ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ، ﻭﻣﻦ ﺁﺧﺮﻫﺎ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺷﺮﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻐﺰﻭﺍﻧﻲ ﺃﻣﺲ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ 186 ﺃﻟﻒ ﺃﺳﺮ ﻓﻘﻴﺮﺓ.
ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﻤﺸﺮﻭﻉ " ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺗﻲ "1 ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻢ ﻋﺪﺓ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺑﻐﻼﻑ ﻣﺎﻟﻲ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ 40 ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺃﻭﻗﻴﺔ، ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺮﻋﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﺍﻟﻤﻨﻤﻴﻦ.
ولم تقف ثقة الوزير الأول في فاعلية الاجراءات المتخذة للقضاء على كورونا على الحديث عما بعد الجائحة، بل إن ثقته تمثلت في التحدي المتمثل في إعادة مواطنين كانوا عالقين في دول موبوءة عبر رحلات جوية، مؤكدا أن الحكومة تعمل الآن ﻋﻠﻰ ﺣﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻘﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﻐﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻓﻲ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﻮﻉ، فضلا عن ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺭﺣﻼﺕ ﺟﻮﻳﺔ ﻟﺠﻠﺐ ﺍﻟﻌﺎﻟﻘﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻭﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ، ﺑﻌﺪ ﺍﻛﺘﻤﺎﻝ ﺍﻟﺮﺣﻼﺕ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻭﺗﻮﻧﺲ ﻭﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ.
لقد تطرق المؤتمر الصحفي إلى كافة الملفات، وأجاب عن كل التساؤلات، وأظهر سعة صدر الوزير الأول من خلال الاستعداد لتقبل النقد البناء الذي قال إنه يساعد الحكومة كثيرا في تصحيح الأخطاء واستكمال النواقص، منبها إلى أن الحكومة تنتقد نفسها بشكل مستمر من خلال المراجعات التي تخضع لها كافة قراراتها وأعمالها.
لكن بعض المدونين يتجاوزون هامش النقد البناء إلى متاهات التطاول والتجني، والتعليق على الكثير من الأمور قبل إدراك كنهها الحقيقي، ومن ذلك استنكار البعض عدم دعوة الصحافة المستقلة لمؤتمر الوزير الأول، متجاهلين خصوصية الظرف التي تدعو لمنع الاكتظاظ خوفا من انتشار العدوى بفيروس كورونا.
وكالة الوئام الوطني للأنباء