احتضنت مدرسة تكوين المعلمين بنواكشوط صباح اليوم الثلاثاء 23يونيو أعمال ورشة لنقاش أفضل مقاربة لعودة مدرسية ناجحة، منظمة من طرف وزارة التعليم الأساسي وإصلاح قطاع التهذيب الوطني.
ويهدف هذا اللقاء التربوي إلى مناقشة إشكاليات العودة لافتتاح مدرسي ناجح وكيفية معالجة المتطلبات التربوية الضرورية في هذا المجال.
وسيتابع العديد من مفتشي التعليم ومدرسي المؤسسات التعليمية على مدى أربعة أيام عروضا نظرية حول المضاعفات النفسية والتربوية لجائحة كورونا على الطفل والتهيئة النفسية والتربوية للطفل والمحتوى التربوي الأكثر ملائمة للدروس المقدمة والتهيئة الصحية واللوجستية لعودة آمنة لمواصلة التدريس.
وأكد وزير التعليم الأساسي وإصلاح قطاع التهذيب الوطني، السيد آدما بوكارسوكو، في كلمة بالمناسبة، أن الانشغال بهموم المدرسة والسعي إلى الرفع من أداء قطاع التعليم بصفة عامة يشكل محورا هاما ضمن السياسات التي تنتهجها الحكومة لتجسيد رؤية فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، لإصلاح المنظومة التربوية.
وأضاف أنه في هذا الإطار عملت الوزارة على تهيئة الظروف الملائمة والضرورية لبيئة تعليمية ناجحة حيث بادرت فور توقف الدراسة الناجم عن تفشي فيروس كورونا إلى التخفيف من الآثار نتيجة إغلاق المدارس، إلى إعداد وبث دروس تلفزيونية وإذاعية وإنشاء منصة تعليمية رقمية وإعداد كراس تعليمي موجه لتلاميذ السوادس في المناطق الداخلية.
و قال إن هذه الاستجابة يراد لها أن تكون نواة لسياسة مستديمة تستجيب بشكل فعال لحالات الطوارئ كما أن تجربة التعليم الرقمي يجب أن تتم ترقيتها حتى تصبح جزءا من المنظومة التربوية.
ودعا الطواقم التربوية إلى اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير اللازمة لإكمال البرامج وتنظيم الامتحانات وتحديد المحتويات التي سيتم التركيز عليها في الفترة الحالية وتلك التي سيتم إرجاؤها إلى العام الدراسي المقبل.
وثمن الدعم الفعال الذي يقدمه شركاء موريتانيا في التنمية دعما لجهود قطاع التعليم للتصدي لوباء كوفيد 19.
وجرى افتتاح الورشة بحضور وزيري التعليم الثانوي والتكوين التقني والمهني، والشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة، بالإضافة إلى الأمين العام لوزارة التعليم الأساسي وإصلاح قطاع التهذيب الوطني، وممثل صندوق الأمم المتحدة للطفولة في بلادنا (اليونيسف).
وهذا نص خطاب معالي الوزير
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
السادة الوزراء
السيد ممثل صندوق الأمم المتحدة للطفولة المقيم ببلادنا
السيد رئيس الاتحادية الوطنية لرابطات آباء التلاميذ والطلاب
السادة أعضاء الأسرة التربوية
أيها السادة والسيدات:
إن الانشغال بهموم المدرسة، والسعي إلى الرفع من أداء قطاع التعليم
يشكل محورا هاما ضمن السياسات التي تنتهجها الحكومة لتجسيد رؤية فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، لإصلاح المنظومة التربوية.
وفي هذا الإطار فقد حرصت وزارة التعليم الأساسي وإصلاح قطاع التهذيب الوطني على توفير الظروف الضرورية لبيئة تعليمية ناجحة.
ومن هذا المنطلق وبإشراف من معالي الوزير الاول السيد إسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا فقد بادرت الوزارة فور توقف الدراسة الناجم عن ظهور وباء كوفيد 19 إلى اتخاذ عدة إجراءات تهدف إلى التخفيف من الآثار الناجمة عن إغلاق المدارس، من بينها إعداد وبث دروس تلفزيونية وإذاعية إضافة إلى إنشاء منصة تعليمية رقمية وإعداد كُراسِ تعليمي موجه لتلاميذ السوادس في المناطق الداخلية بالتعاون مع اليونسيف.
إن هذه الاستجابة نريدها أن تكون نواة لسياسة مستديمة تستجيب بشكل فعال لحالات الطوارئ، كما أن تجربة التعليم الرقمي يجب أن تتم ترقيتها حتى تصبح جزءا من المنظومة التعليمية.
أيها السادة والسيدات:
حرصا على مستقبل التلاميذ وضمانا لانتظام مسارهم التعليمي فقد تقرر استئناف الدراسة فاتح سبتمبر 2020 ولمدة شهرين، وإن هذه الفترة هي فعلا فترة استثنائية قد تكون صعبة بالنسبة للبعض إلا أن الأمر يستحق التضحية ويستدعي من الجميع الحرص على استغلال هذه المدة على أكمل وجه؛
إنكم أيها الوكلاء مدعوون إلى ضمان الحضور المنتظم للتلاميذ منذ اليوم الأول وإلى نهاية الفترة، ذلك أن السنة الدراسية لم تكتمل بعد، وإن إنقاذها ليستدعي منكم جهودا مضاعفة.
كما أنكم أيها السادة المشرفون مطالبون باتخاذ الإجراءات والتدابير الكفيلة بإكمال البرامج وتنظيم الامتحانات بما في ذلك تحديد المحتويات التي سيتم التركيز عليها في الفترة الحالية وتلك التي سيتم إرجاؤها إلى مطلع العام الدراسي المقبل، على أن يتم التخلص من آثار الوباء على تحصيل التلاميذ خلال الفصل الأول من السنة الدراسية 2020 ـ 2021 بشكل نهائي.
أيها السادة المؤطرون والمدرسون أدعوكم إلى الاستغلال الأمثل لهذه السانحة دعما لمكتسبات التلاميذ، وبالمناسبة فإنكم مطالبون بوصفكم تمثلون نخب المجتمع وقادة الرأي فيه بالقيام بدور فعال في التوعية والتحسيس لترسيخ المسلكيات الصحية، وإلى تأمين مرافقة ميدانية للتلاميذ تجمع بين ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية من جهة، وبث روح السكينة والطمأنينة في نفوس التلاميذ والوكلاء من جهة ثانية.
أنوه بجهود المؤطرين والمدرسين والنقابات والفاعلين الخصوصيين الذين استعملوا مختلف الوسائط لمرافقة التلاميذ في ظروف الحجر المنزلي كما أتوجه بالشكر والعرفان إلى رابطات آباء التلاميذ ومنظمات المجتمع المدني على ما قاموا به من دور هام في مجال التعبئة والتحسيس.
وأثمن كذلك الدعم الفعال الذي قدمه شركاؤنا في التنمية دعما للقطاع في جهوده للاستجابة لوباء كوفيد 19.
أدعوا الجميع إلى مواصلة هذا الجهد واتباع نفس النهج لضمان الوصول إلى الأهداف المنشودة.
أسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا وأن يرفع عنا هذا الوباء إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله.