يلاحظ ساكنة العاصمة نواكشوط ارتفاعا ملحوظا في وتيرة حوادث السير على الطرق السريعة داخل المدينة، خاصة منها الشارع المؤدي إلى نواذيبو، وبالأخص على المقطع المقابل لحمام النيل الشهير.
ويعيد البعض تزايد تلك الحوادث إلى انشغال السائقين بالتفكير في تحديات فرضتها جائحة كورونا، من قبيل البطالة أو تراجع الدخل، أو تأخر سداد الدين، فضلا عن الإفراط في استعمال الهاتف خلال قيادة السيارة، والذي قد تحمل مكالماته أخبارا غير سارة عن العائلة والأقارب والأصدقاء بخصوص انتشار الوباء.
فمنذ شهرين فقط، سجل الشارع المؤدي إلى نواذيبو وحده حوادث متعددة وغريبة أودت بأرواح الكثيرين منهم من كان يعبر الطريق، ومنهم من كان يستقل دراجة نارية.
البعض بات يصف هذا الشارع المسكون بالجن، بينما فضل البعض الآخر تسميته بشارع الموت.
السلطات العمومية حاولت الحد من الإفراط في السرعة على هذا الشارع الفسيح، والذي يشهد حركة متواصلة باعتباره مؤديا إلى المطار الدولي ويسلكه المسافرون إلى قرى الصيد ومقاطعتي الشامي ونواذيبو والمملكة المغربية، وكذلك المنقبون عن الذهب، فتم وضع المطبات، التي عادة ما توضع أمام المدارس والمستشفيات، وذلك بغرض تسهيل عبور الأفراد للشارع.
ويرى مراقبون أن تزايد حوادث السير على الطريق المؤدي إلى نواذيبو في مقاطعة تفرغ زينه يعود بالأساس إلى انتشار ظاهرة قيادة المراهقين وبعض من لم يتقنوا بعد فن قيادة السيارات جديدة الصنع، والتي تستجيب للسرعة المفرطة وتمتاز بليونة المقود.
كما أن بعص السائقين القادمين من سفر طويل قد لا ينتبهون إلى ضرورة تخفيض السرعة عند مدخل المدينة، فيحافظون على ذات السرعة التي اعتادوها على الطريق الرابط بين المدن.
تقرير موفد الوئام/ جمال السالك