وكالة الوئام الوطني -
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي عقب بيان 3 يوليو 2013 أن «مصر لا يمكن أن تنسى أبدًا من وقف معها»، وقائمة أصدقاء ثورة 30 يونيو طويلة ولا يمكن حصرها، و ضمت خادم الحرمين الشريفين السابق الملك عبد الله بن عبد العزيز، وقادة وحكام دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وجان إيف لودريان وزير الخارجية الفرنسي الحالي الذي كان وزيرًا للدفاع في 2013، ووزير الخارجية القبرصي الأسبق يؤنن كاسوليدس الذي كان أول وزير من دول الإتحاد الأوربي تطأ أقدامه مطار القاهرة بعد أيام قليلة من بيان 3 يوليو، كما لن تنسى مصر موقف اليونان التي كانت أول دولة أوربية تستقبل الرئيس السابق عدلي منصور في يناير 2014.
اليوم ونحن نحتفل بالذكرى السابعة لثورة 30 يونيو وبيان 3 يوليو لا بد من شكر وتقدير كل من وقف مع مصر، وفي مقدمة هؤلاء المفكر الإماراتي الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي المدير السابق لديوان الرئاسة بدولة الإمارات العربية المتحدة، والذي وقف بجانب مصر وظل داعمًا لها قبل وبعد ثورة 30 يونيو، وما زال حتى اليوم أكثر الشخصيات العامة العربية دعمًا وحبًا لمصر وشعبها ورئيسها؛ حيث وجه «الشرفاء» أكثر من رسالة للرئيس عبد الفتاح السيسي كانت كلها تقوم على أفكار ومشروعات مبدعة، الهدف منها المساعدة في دعم استقرار مصر سياسيًا وإقتصاديًا وتنويريًا، فكيف دعَّم «علي الشرفاء» الدولة والشعب المصري؟ وكيف ينظر الشرفاء لمصر ودور الرئيس عبد الفتاح السيسي في حفظ الأمن والإستقرار بالمنطقة؟
محور الإستقرار
قبل الدخول في الألفية الجديدة وعبر عشرات المقالات والتصريحات كان المفكر العربي علي الشرفاء يحذر مما يحاك ضد مصر و الأمة العربية، وعندما وقعت أحداث ما يسمى بـ«الربيع العربي» كان «الشرفاء» أكثر المفكرين العرب استنهاضًا للهمم العربية وخاصة الشعب المصري للوقوف أمام المشروع التكفيري الظلامي للتنظيم الدولي للإخوان الذي يستهدف مع تركيا تحويل البلاد العربية لولايات ضمن الخلافة العثمانية الجديدة.
وعندما وصل المعزول محمد مرسي لحكم مصر كان الأستاذ علي الشرفاء دائم التأكيد على أن مصر بعمقها التاريخي وحضارة ووعي شعبها لا يمكن أن تكون مجرد محطة ضمن مخطط تقسيم وتفتيت الدول العربية الذي دعت له كوندليزاريس في أطروحتها للفوضي الخلاقة، أو كتاب شمعون بيريز عن الشرق الأوسط الكبير، أو كتاب «إدارة التوحش» الذي كان مقدمة لعنف داعش وأخواتها، فكان علي الشرفاء يقول أن مصر هي «محور الإستقرار» في المنطقة العربية والشرق الأوسط ، ومن مصر يخرج وينتشر الإستقرار لكل ربوع العالم.
تنبؤ بزوال حكم الإخوان
وفي الوقت الذي كان الإخوان يصدرون خطاب محبط للعرب والمصريين بأن حكمهم سوف يستمر 500 عامًا، وأن سيطرتهم على باقي الدول العربية قادمة لا محالة كان المفكر الإماراتي علي الشرفاء يقول أن المصريين سوف ينتفضوا ويثوروا ضد حكم المرشد، فكانت كلماته ومقالاته وتصريحاته أكبر محفز للمصريين بأن نهاية حكم المعزول مرسي قريبة جدًا.
ومن أكثر الكلمات التي أتذكرها قوله «أن مصر لا يمكن أن تكون إلا نفسها» وأن محاولات تنظيم الإخوان لإختطاف «الهوية المصرية والعربية» من مصر وشعبها لصالح مخططات ومؤامرات برنارد لويس، ورالف بيترز سوف تفشل، وهو ما تحقق بالفعل يوم 30 يونيو وتجسد في بيان 3 يوليو 2013.
الجمهورية الجديدة
منذ الدقائق الأولى لثورة 30 يونيو كان صوت المفكر الإماراتي هو الأعلى بضرورة دعم مصر وقائدها الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي استجاب لنداء المصريين، وقدَّم دعمًا غير مشروط لمصر ورؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي لبناء مصر الجديدة لتكون حجر الزاوية في معادلة الأمن القومي العربي، وأن تكون مصر شامخة في كل المجالات السياسية والإقتصادية والفكرية، وأخذ دعم الشرفاء للجمهورية الجديدة التي أسسها الرئيس عبد الفتاح السيسي مسارات عديدة وهي:
أولًا: دعم «خريطة المستقبل» التي أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم 3 يوليو 2013 بشكل كامل وغير مشروط، وروَّج لها وشرحها في الكثير من المقالات سواء في الصحف الإماراتية والعربية أو في وسائل الإعلام المصرية، ودافع عن هذه الرؤية ضد كل من حاول التشكيك فيها أو الانتقاص منها، وكان وما زال يدعو العالم وخاصة الدول العربية إلى ضرورة دعم مصر، والوقوف معها ضد مخططات الإخوان والصهاينة من خلفهم، والتي تهدف للنيل من الأمن القومي العربي.
كما أرسل «الشرفاء» رسائل للرئيس عبد الفتاح السيسي يؤكد له الدعم الكامل لرؤية الرئيس السيسي للإرتقاء بمصر، وجعلها في مصاف دول العالم.
ودائما ما يتذكر «الشرفاء» كلمات ومواقف حكيم العرب المغفور له سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي كان يعشق مصر على نحو خاص خاصة مقولته الخالدة بأن «النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي».
ثانيًا: دعم كل المشروعات القومية التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأتذكر هنا دعم الأستاذ علي الشرفاء لصندوق تحيا مصر بملايين الجنيهات، كما قدم الكثير من الأفكار والمشروعات لدعم الإقتصاد المصري منها مشروع «القرية المنتجة» الذي يعد مشروع متكامل للتنمية المستدامة.
المفكر العربي علي الشرفاء يكتب ضد الأفكار المغلوطة
ثالثًا: كان علي الشرفاء أكثر الشخصيات العربية والإسلامية دعمًا وحماسة لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2015 لثورة دينية لتصحيح الأفكارالمغلوطة التي يحاول البعض إلصاقها زورًا وبهتانًا بالدين الإسلامي، فقد كتب علي الشرفاء عشرات المقالات في الصحف العربية والإسلامية التي تتصدى لهذه الأفكار.
كما أصدر كتابه «رسالة الإسلام – رحمة وعدل وحرية وسلام» باللغتين العربية والإنجليزية من أجل تصحيح المفاهيم الخاطئة التي لحقت بصورة الإسلام المعتدل في السنوات الماضية، وهي بصدق أكثر المحاولات جدية ومهنية لمواجهة الفكر المتطرف، حيث جاءت كل أفكار وكتب علي الشرفاء مؤيدة تمامًا لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي التي تجلَّت في عدد من المحاور.
فلا توجد دراسة كاملة لمواجهة الفكرة الخاطئة بالفكرة الصحيحة إلا في كتاب على الشرفاء «رسالة الإسلام : رحمة وعدل وحرية وسلام» لأن «الشرفاء» في هذا الكتاب يضع يده على بيت الداء ومسكن الألم، وهو أن هناك (خطاب إلهي) جاء به القرآن الكريم يجب على كل المسلمين اتّباع كل ما جاء فيه، و(النص القرآني) لا توجد به آية واحدة تدعو للقتل أو كراهية الآخر.
تشخيص القضية ووضع (روشتة العلاج)
بينما (الخطاب الديني) الذي يقوم على التفسير المغلوط لبعض الأحاديث النبوية الشريفة من جانب (أنصاف الجهلاء) هو ما يلصق بالإسلام هذه التفسيرات الخاطئة البعيدة كل البعد عن روح وقيم وحضارة الإسلام، ولم يكتف «الشرفاء» بتشخيص القضية فى التوضيح الكامل بين (الخطاب الإلهي) و(الخطاب الديني)، لكنه وضع (روشتة للعلاج) تتمثل فى دعوته لفضيلة شيخ الأزهر الشريف، ودار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف بأن يتبنى الأزهر «تشكيل مرجعية موحدة للدعوة الإسلامية» عن طريق تشكيل لجنة من كبار العلماء والمفكرين لإعداد مشروع وثيقة بعنوان (الإسلام رحمة وعدل وحرية وسلام) لتصويب الخطاب الديني.
كما تشكل دعوة «الشرفاء» إلى وضع خط فاصل بين (الخطاب الديني) و(الخطاب الإلهي) استجابة حقيقية لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى لتصحيح الخطاب الديني، لان الخطاب الإلهي للناس كافة أنزله الله على رسوله عليه الصلاة والسلام في قرآن مبين ليبلغه للناس كافة وكلّفه سبحانه في قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ» (المائدة : 67).
الدكتور ايمن سمير