تتوفر مدينة نواذيبو على مشروعين زراعيين هامين وكبيرين يستقطبان قطاعا واسعا وقاعدة عريضة من المزارعين البسطاء عبر أجيال مختلفة
يعود لها الفضل في تقديم تضحيات جسام بجهود ذاتية وقلوب عامرة بالإيمان وإرادة وتصميم أثمرا عن نهضة زراعية عارمة أصبحت تمثل طرفا أساسيا في معادلة التنمية المحلية وكذالك أسفرت عن حصيلة مشرفة لتموين السوق بحاجيات المواطنين من الخضروات إلى جانب تجربة ناجحة لزراعة النخيل أفضت إلى محصول معتبر من أنواع التمور التي يترقبها الزبون في مواسم قطف التمور يتعلق الأمر بالمشروع الزراعي الكبير والعريق / حي الجديدة ولاحقا في العقد الأخير المشروع الزراعي النموذجي /حي الاتحادية.
تعود بدايات المشروع الزراعي الكبير بمدينة نواذيبو والواقع في حي الجديدة سابقا إلى بداية السبعينات بينما تعود نشأة المشروع الزراعي النموذجي المحاذي للسكة بحي الاتحادية للسنوات الأخيرة.
وتعتبر مزارع نواذيبو بقطبيها الزراعيين الآنفي الذكر رافدا هاما لتزويد الأسواق المحلية بالمنتجات الزراعية الأساسية ومساهم في تنشيط الدورة الاقتصادية كنشاط اقتصادي واعد له حضوره القوي في المشهد التنموي ويعول على مداخيله المالية عديد الأسر ويوفر مهنا مباشرة لآلاف المزارعين ومئات المهن المرتبطة ببيع المنتوجات الزراعية كالخضروات وبيع " النعناع " الذي يدخل ضمن مكونات " الشاي الموريتاني " المشروب الذي يعد الثابت اليومي في عادات المجتمع الموريتاني.
منتوجات زراعية متنوعة يحرص المزارع في مدينة نواذيبو على تواجدها لدى المستهلك في الموعد لكن تلك المواعيد تصطدم أحيانا بهاجسي أزمة نقص المياه وأنعدامها أحيانا أخرى وغياب مكان مخصص لتسويق المنتج الزراعي في أهم الأسواق وأضطرار كثيرين لتصريف منتوجاتهم كبائعين متجولين أو بفرض أماكن على الهامش في الأسواق لبيع منتجاتهم.
وتعتبر موجات العطش التي تجتاح هذه المشاريع الزراعية بين فترة وأخرى أكبر تهديد للمزارع ينضاف إلى ضيق نطاق التسويق
لكن يبقى حرص المزارع في مدينة نواذيبو على التكيف مع تلك العقبات والأستمرار في هذا النشاط عناوين بارزة في قناعة المزارع الذي يحدوه الأمل في لفتة خاصة تعيد الأعتبار لمحاصيله وتضمن له استمراريتها من خلال حل مشكل انقطاع المياه التي تعتبر قوام هذا النشاط الذي لايمكن أن يستمر دون وجودها بشكل منتظم.
لوكالة الوئام الوطني / الحسين ولد كاعم - نواذيبو.