هذا ليس مدخلا إلى إحدى القرى في الداخل ولا حتى طريقا مؤديا إلى إحدى البوادي الريفية.!!!
هذه صور من الطريق المؤدي إلى أعرق وأرقى أحياء العاصمة الاقتصادية، الحي العمالي التابع لشركة الوطنية للصناعة والمناجم.
هو ذاته نفس الطريق بنفس الوضعية تقريبا منذ فجر الاستقلال إلى اليوم.
طريق موحش في الليل بسبب غياب الإنارة والظلام الدامس بالرغم من تموقع أهم الشركات الأقتصادية على جنباته من منعطف ميناء نواذيبو المستقل إلى شركات صناعة الأسمنت وشركات التفريغ والشحن وتمثيلية سوماغاز وشركة توزيع السمك والمحطة المركزية للكهرباء وفرع صيانة السكة الحديدية وعملاق الصيد البحري شركة بولي هونغ دونغ وشركة سانرايس وهلم جرا...
إلى جانب كونه طريقا حيويا يربط حي كانصادو ببقية المدينة ويمر به يوميا جميع العاملين في فرع شركة اسنيم في نواذيبو وغيرها من الشركات الاخرى وضيوف البلد و المدينة وكبار الوفود الزائرة .
سلك هذا الطريق كبار الشخصيات، فعلى سبيل المثال مر منه موكب جلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله تعالى رفقة اول رئيس موريتاني المختار ولد داداه خلال زيارة للمدينة في سبعينات القرن الماضي والعديد من الرؤساء والملوك والأمراء والشخصيات الوازنة وبعثات رجال الأعمال للتعرف على فرص الأستثمار .
طريق بكل هذه الرمزية وكل هذا الزخم التاريخي والأهمية الاقتصادية والاجتماعية لم ينل بعد حظه من العناية والتحسين و الإنارة بالرغم من حصيلة مروعة من حوادث السير حين يطبق الظلام على المكان ويستحيل إلى غياهب من الظلمات مع غياب تام للوحات التي قد ترشد حديثي العهد بهذا الطريق للمنحدرات الكثيرة والمنعطفات الحادة التي تتخله.
والغريب والطريف معا أن هذا الطريق تقع عليه المحطة المركزية لإنتاج الكهرباء ومع ذلك فإن حظه من هذا الإنتاج يساوي صفرا.
لوكالة الوئام الوطني / الحسين ولد كاعم - نواذيبو.