تمثل زيارة رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز لنواكشوط فرصة للتذكير بأهمية العلاقات مع إسبانيا وخاصة الدور المحوري لجزر الكناري في التبادلات الاقتصادية والاجتماعية.
تاريخ هذه التبادلات يرجع، على أقل تقدير إلى القرن الثامن عشر، حيث كانت السفن الكنارية تعتاد الصيد قبالة الشواطئ الصحراوية الغنية بالأسماك. و لايزال منحدري "إيمراكن" يستخدمون حتى اليوم السفن الخفيفة "lancha" الكنارية في محمية حوض آركين.
تمثل جزر الكناري أقرب نقطة أوروبية لموريتانيا حيث لا تفصلها إلا 800 كيلومتر عن مدينة انواذيبو.
ومن الواضح أن هذا الوضع الجغرافي يمثل فرصة سانحة للمنطقتين بغية استغلال وتطوير مؤهلاتهما المتكاملة.
وعيا بهذه الوضعية، أصبحت الحكومة الجهوية الكنارية هي الوحيدة في إسبانيا التي أقامت إدارة مخصصة للعلاقات الاقتصادية مع إفريقيا، حيث تمثل موريتانيا أكبر الأسواق الأربعة الإستراتيجية التي تتعامل معها. كما تمثل المعاهدة الإسبانية الموريتانية لتحفيز وحماية الاستثمارات، الموقعة في مارس 2016، عاملا إيجابيا لتشجيع المشاركة الاقتصادية بين البلدين. ينضاف إلى ذلك أن النظام الجبائي الكناري ينص على إعفاءات ضريبية للاستثمارات في دول المنطقة ومن بينها موريتانيا. تندرج في نفس السياق التحفيزات التي أنشئت من أجلها منطقة انواذيبو الحرة، التي تفتح آفاقا واعدة، خاصة بالنسبة لجزر الكناري.
نذكر من بين القطاعات الأكثر مؤهلات: الطاقات المتجددة، الصناعات الخفيفة، البنى التحتية، معالجة وتحلية المياه، تحويل الخبرات، إلخ. ولقد أعربت لي شخصيا عدة مؤسسات كنارية عن استعدادها لتأطير متدربين موريتانيين.
جمهورية الرأس الأخضر على سبيل المثال تستفيد من اتفاقيات في مجال التكوين المهني مع جزر الكناري للطلاب والمؤطرين.
يتبين إذا وجود مناخا مؤاتيا لتوطيد وتنويع العلاقات الحالية. يجب استغلال هذه الإمكانات، لا سيما وأن جائحة Covid-19 أعادت تنظيم أنماط التعامل الدولي لتعزيز الحلقات الإقليمية بدلا من العولمة المطلقة.
امحمد الحضرمي ديكرو مهندس خبير مهتم بدفع العلاقات الموريتانية الكنارية [email protected]
رابط المقال باللغة الإسبانية: