النقيب: "الأستاذ إبراهيم ولد أبتي تمثال الحرية الآدمي"

في تدوينة  له على حسابه الخاص كتب المدون الكبير اسماعيل ولد يعقوب ولد الشيخ سيديا :

"إبراهيم ولد أبتي تمثال الحرية الآدمي"

في صباحات سبتمبر المورقة من عام ثمان وخمسين من القرن العشرين، استيقظ بيت من بيوت الجيل الثالث من ذرية ولي الله العارف أحمد النحريري الملقب أبتي، على ميلاد فتى يقال له إبراهيم.

كان القرويون في عين السلامة شمال غربي بتلميت حينها قد عرفوا المدرسة، فولجها الطفل في أكتوبر من العام ثلاثة وستين وتسعمائة وألف.

ليلتحق في مطلع السبعينيات بإعدادية روصو فيتعرف على السجن عامي 73 و74 ويحتنك السياسة في بواكير عمره.

تعلم رفض الظلم وقيم العدل والعفاف في كنف ذويه الذين يعتبرون إحدى أكبر وأعرق وأهم المكونات الزاوية لمجتمع بتلميت من خارج الدائرة الأبييرية، رغم صلات الجيرة والقرابة والمدد والسند العلمي والروحي.

واعتنق قيم النضال ضد الاستبداد مبكرا في صفوف الشباب التقدمي في إعدادية روصو التي طرد منها بشكل نهائي بسبب الإضرابات؛ ليكمل الثانوية في داكار ويستكمل تعليمه الجامعي هناك ثم يلتحق بمهنة المحاماة منافحا ومنددا وواقفا ومستوقفا.

دافع عن البعثيين عام 1983 في اجريده، ودافع عن الناصريين والزنوج والعسكريين ثم البعثيين من جديد ثم معتقلي الجيش من الزنوج الموريتانيين ثم الإسلاميين ثم انقلابيي فرسان التغيير ثم الإسلاميين مجددا ثم السياسيين أحمد ولد داداه ومحذن ولد باباه ثم الصحفي حنفي ولد دهاه، ثم الشيخ الددو ورفاقه ثم رئيس وزراء الرئيس سيدي ولد الشيخ عبدالله، يحي ولد أحمد الوقف، فوزير حقوق الإنسان ولد الداده ومن قبله ولد صلاحي، وباب ولد سيدي عبدالله ومناضلي ضمير ومقاومة؛ وولد هيداله وطاقم حملته واشبيه ولد الشيخ ماء العينين والإسلاميين والدعاة وفي2011 ملف الطلاب.

استمر إبراهيم ولد أبتي في مسيرته الطويلة بحجم طول ليالي وطن احتضنه وطارده ثم احتضنه فأشهده على اعوجاجات السلطة وتقعرات السياسة يافعا ويانعا وكهلا.

تواريخ وعناوين وخارطة المحاكمات والمرافعات التي دخلها إبراهيم وانتصر فيها هي بحجم تاريخ أمة ويوميات دولة. تخرج على أيدي كبار وأوائل محامي البلد مثل أحمد كلي ولد إسماعيل ولد محمد، ويعقوب ولد الشيخ ولد بل (يعقوب جلو) ليتخرج على يديه هو بدوره كشكول من المحامين البارزين اليوم في انواكشوط.

تصدر ولد ابتي المحامين الواقفين إلى جانب المظلومين من قبل الدولة وظل مكروها في صفوف النخبة الحاكمة حتى في ظل تعافي الديمقراطية، حيث جندت الدولة في انتخابات أخيرة ترشح هو فيها ووصل للشوط الثاني؛ محامين يشغلون مناصب عليا في الحزب الحاكم مشمرين عن سواعد الاصطفاف ليهزموا الرجل سياسيا ويتركوه في ساحة المعركة منتصرا مهنيا.

كان أحد المطالبين بالديمقراطية بداية التسعينيات وكتب ذلك وأعلن عنه حين تمكن القحط من السياسة والتصحر من الفكر وظن الناس أن الحكام العسكريين هم المخلص الذي طالما تاقوا له.

يكره الرق والاسترقاقيين ويعشق التحدي حين يتمايز أمام ناظريه الظلم والعدل في قضية من قضاياه.

اليوم بعد أربعة عقود من المحاماة والترافع والتتويج الصامت الذي تكلل بعشرات الميداليات الدولية المرموقة، يترشح ميتر إبراهيم ولد ابتي لمنصب نقيب المحامين.

لست محاميا لأصوت له ولست أعرف خصمه لأحكم عليه لكني أعتبر أن إبراهيم ولد ابتي فاز بالمنصب أم لم يفز؛ تمثال آدمي للإصلاح في أرض تعتبر بقايا الوثنية فيها شفاهية إلى حد بعيد ويجترح أهلها العرفان في أبهى حلله فقط حين تلتزم السلطة الصمت.

فلينتخبه قومه ولينحتوا شيبته وتقاسيم محياه الملائكي على جدران محلهم أو شارع جمال عبد الناصر سابقا الذي يمر أمام بوابة قصر العدل، لأنه ركيزة عظمى مماهم فيه مختلفون.

بقلم

إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا

بدوره المدون الكبير عبد الرحمن ودادي كتب على حسابه الخاص :

"

شعور لا ينسى، عندما تتناهشك اجهزة أمن ظالمة وقضاء خانع وتجد في احلك لحظات العمر من يقف بجانبك لا طمعا في اجر او جاه.

الاستاذ ابرهيم ولد ابتي ونخبة من سلك المحامين اضفوا على هذه المهنة نبلا وزرعوا احترامها في قلوب ضحايا الظلم وانقذواها من مستنقع حاول البعض تمريغها في اوحاله.

حان الوقت ليعود كرسي النقيب كسلطة اخلاقية ومحط احترام وملجأ للمظلومين والمستضعفين في الارض ،ومنبرا لترسيخ قيم العدل وترسيخ اسس دولة القانون."

Abderrahmane Weddady

وكتب المدون Sidi Mohamed Elyessa

وا أسفاه على المحامين! كيف لنخبة النخبة ان تتردد في انتخاب عميد المهنية والالتزام.... ذ ابراهيم أبتي من الشوط الاول ؟

كنت أعتقد ان اغلبية الموريتانيين ربما لاتنتخب بدافع القناعة بالضرورة ! وان المصوتين الكبار من اصحاب الاجندات والمصالح الخاصة يقوّضون كل فرصة لانتخاب الافضل، اما ان يصل الأمر لنخبة النخبة وان تفقد النخبة القدرة على أختيار قامة بحجم ابراهيم أبتي نقيبا للمحاميين في الشوط الأول فالأمر عصي على الفهم على ادنى تقدير !!

من يعتقد أننا معشر الرافضين لأحكام الفساد خلال العقود الثلاثة المنصرمة، الحالمين بوطن أفضل قادرين على كسب اي معركة أمام قوى الخنوع، وتحالفات القبائل، ومصالح أصحاب الأجندات الخاصة بشكل سهل فهو حالم !

علينا جميعا ان نقف مع من وقف عقودا مع اصحاب المظالم، ودافع بلا تردد عن كل أصحاب الرأي!

تحية إجلال وتقدير للنقيب ابراهيم ولد أبتي."

جمعة, 24/07/2020 - 14:00