المفكر علي محمد الشرفاء يكتب: الإسرائيليات والأحاديث

روايات موضوعة من قبل بعض اليهود الذين دخلوا الإسلام، بعضهم فى عهد الرسول عليه السلام مثل كعب الأحبار، ومن التابعين وهب بن منبه مولود فى ذمار مدينة فى اليمن، تخصص فى الحكايات الإسرائيلية والثقافة اليهودية، ونشر كثيرا من القصص التاريخية من صحائف أهل الكتاب، وقد روى له البخاري والترمذي والنسائي وأبي داوود فى كتبهم المسماة “الصحاح” وخدعوا الناس بها، ليعتقدوا بأنها أقوال الرسول وأحاديثه المزورة عليه، ألفها وهب بن منله وغيره من اليهود الذين دخلوا فى الإسلام وأغرقوا المسلمين بالروايات الخيالية والأساطير والثقافة الإسرائيلية التى كانت سائدة قبل الإسلام، ونسبت بعض أقوالهم زورا وبهتانا للرسول، وأنها أحاديث نبوية لاختراق العقل العربي، وتغييبه لصالح حكاياتهم الأسطورية وتمجيدهم لزعمائهم الدينيين، وسرد قصصهم الماضية لتصبح الثقافة الإسرائيلية سائدة على الثقافة الإسلامية النابعة من حكمة آيات الذكر الحكيم، ومن القصص القرآني لتحذير الناس من الظلم، ولتريهم ما حل بأقوام ظلموا فى الماضي من عذاب وعقاب، ليكونوا عبرة للناس.

استطاعت الإسرائيليات وأساطيرها أن تطغى على الآيات وما فيها من حكمة ودروس وعبرـ ليكون لأقوال الأحبار السبق على القرآن يتمثل بها الدعاة والخطباء فى المساجد، لتصبح رمزا للمعرفة والحكمة والنصيحة، ولم يدركوا أن ما أنزله الله على رسوله من آيات الذكر الحكيم تغنيهم عن أقوال الأحبار وأساطيرهم، وعن أقوال بعض شيوخ الدين من المسلمين، لما فيها من رحمة الخالق الذى يحيط عباده بلطفه ورعايته لخلقه، ويرسم لهم خارطة الطريق المستقيم كي لا يضلوا فى الحياة الدنيا.
وقد امتلأت المعاهد الدينية بآلاف الكتب من أقوال اليهود حتى أصبحت مراجع رئيسية للدعوة الإسلامية، والله يحذر عباده بكلمات محددة وصريحة فى كتابه المبين حيث يقول سبحانه: (قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) طه
ومن رحمة الله لعباده يحذرهم من عدم اتباع أمره فى قوله للناس: (اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ (3)(الأعراف).

فهل بعد هذه الآية تنبيه وتحذير من الله للناس بعدم اتباع كتب خلقه لأنهم سيضلونهم عن الطريق المستقيم ويضيعوا فى الظلمات بينما الله يقول (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43)(الأحزاب).

 

سبت, 15/08/2020 - 14:06