افتتاحية الوئام الوطني : ينظر الرأي العام الوطني إلى التقدم الكبير الحاصل في مكافحة الفساد بارتياح كبير، حيث يتابع الكشف المتلاحق عن حجم المنهوبات الهائل، والذي لم يخطر لأحد على بال.
لقد أبان القضاء الموريتاني عن جدية وصرامة كبيرين في ملاحقة المفسدين ووضع اليد على ما خبأوه بعيدا عن الأنظار، كما أظهر الأمن كفاءة عالية في كشف الأماكن التي استخدمها المفسدون لتكديس أموال الشعب.
وقبل هذا وذاك كانت السلطة التشريعية على مستوى الحدث، فشكلت لجنة برلمانية للتحقيق في أبرز الملفات التي كانت سببا رئيسيا في نهب أموال الدولة عبر صفقات فساد لم تبق ولم تذر.
لكن كل ما تحقق على يد البرلمان، وما يجري تحقيقه الآن على أيدي رجال الأمن وبأوامر مباشرة من القضاء، لم يكن ليتحقق لولا الإرادة الصادقة والقوية لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي كرس، ولأول مرة في تاريخ البلد، مبدأ فصل السلطات، وتعهد، وأمر حكومته بأن تلتزم، بعدم التدخل في عمل السلطات التشريعية والقضائية، وبتسخير كافة وسائل الدولة من أمن ومخابرات لإنجاز مكافحة الفساد ومساءلة المفسدين دون تدخل أو محاولات تأثير من أي طرف في السلطة التنفيذية.
إن الرأي العام الوطني، وهو ينظر بعين الرضى عن كل ما يجري من وضع اليد على المنهوبات ومساءلة ومصادرة جوازات سفر المتهمين، لن يرضى بأقل من سجن المتورطين في نهب ثرواته، وباستعادة الممتلكات المنهوبة، عينية كانت أم نقدية، حتى يستفيد الشعب من أمواله المسروقة، ويكون المدانون عبرة لمن سيفكر لاحقا في نهب ثروات شعب أفقره المفسدون، رغم ما يزخر به بلده من الثروات المتجددة وغير المتجددة، في شواطئه وعبر أراضيه الشاسعة.
وكالة الوئام الوطني للأنباء