جاء في تدوينة للناشط السياسي والخبير والكاتب الصحفي الكبير اسماعيل يعقوب ولد الشيخ سيديا على صفحته ما يلي :
"الرئيس الأسبق محمد ولد عبد العزيز مشتبه به، ودفاعه لم يحرم من لقائه وبيان النيابة حول موضوع الإجراءات وحقوق الظنين ومحاميه؛ أبلغ وأفصح من تصريحات دفاع ولد عبد العزيز.
على محبيه أن يقتصدوا في إسباغه بالعصمة من المساءلة لأنه هو نفسه لطالما سجن وساءل واتهم أيام كان قويا ولطالما نادى بمساءلة رجال الدولة واعتبر سيادة دولة القانون طريقا أوحد للتنمية.
وعلى محاميه -الذين من بينهم من يملك نفسا طويلا وخبرة؛ ومن بينهم من يملك العكس- أن يتركوا شيئا للمرافعات إن حدثت؛ وستحدث.
النفي القسري أو اتهام رئيس دولة بالفساد والكسب غير الحلال حدث جلل ومكسب جماهيري ودستوري بكل المقاييس؛ يحدث يوميا في العالم الحر؛ ويحدث فينا خمس مرات فقط خلال عمر الدولة الموريتانية؛ إحداها في ظروف استثنائية بكل المعايير أيام زج بالمشمول برحمة الله المختار ولد داداه في سجن قلعة ولاته لسنوات؛ وزج بالمرحوم المصطفى ولد محمد السالك في زنزانة عرضها 80 سانتيمترا لأشهر، وسيق المقدم محمدخونه ولد هيداله إلى السجن لأربع سنوات، ثم أغلقت شقة مفروشة على سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله لنصف عام؛ بعد أن أبعد معاوية لعقد ونصف حتى الآن إلى خارج الحدود.
الأيام دول والرئيس الأسبق محمد ولد عبد العزيز في كل الأحوال حظي -دون غيره- بسنة من الإعداد والإحماء والتحضير لهذه المساءلة ولما قد يعقبها.
لقد كان الرئيس المختار ولد داداه فخورا بتعيين الضابط الشاب المصطفى ولد محمد السالك على قيادة الأركان خصوصا وأنه يعرف ضباط جيشه معرفة الأب لأبنائه فهو مؤسس الجيش ومؤسس المؤسسات؛ وكان المقدم محمد خونه ولد هيداله أشد الناس صداقة للرئيس معاوية وزوجتيهما خليلتين لبعضهما البعض، وكان الرئيس سيدي محمد من رفع رتبة الرئيس محمد ولد عبد العزيز ورفيقه الرئيس اللاحق الحالي وثالثهما فيليكس نيغري -كأول ثلاث ألوية في الجيش الموريتاني- لكن ذلك لم يمنع الصراع على السلطة أن يحتدم بين القائد والمقود فينقلب الأخير على الأول في عمليات تغيير وانقلابات عسكرية طبعت الحياة السياسية للجمهورية منذ شبابها.
الحراسة النظرية التي خضع ويخضع لها عزيز في أغسطس 2020 ليست بدعا من الحراسات النظرية والتطبيقية لأسلافه إذن؛ فهل من مدكر ؟
تعددت الأسباب والسيناريوهات والمشاهد واللقطات والأزمنة والأمكنة؛ وبقي المآل هو هو، رئيس سابق يدخل السجن في حراسة نظرية؛ طالت أم قصرت، تحولت لسجن أم لبراءة أم لتبرئة؛ لكن الجانب الواعظ الواخز فيها يظل أهم بكثير من المَساق والمَدار.