مقابلة حصرية مع الحاج أحمد زعيم الحركة الصحراوية من أجل السلام نشرت في الموقع الرسمي لفيدرالية الصحفيين في البيرو.
الصحفي البيروفي ريكاردو سانشيز سيرا.
ترجمة لجنة الإعلام والاتصال:
1-بعد أكثر من 45 عامًا من الصراع في الصحراء ، كيف تصف الوضع السياسي والاقتصادي والإنساني حاليًا في مخيمات تندوف؟
إنها وضعية صعبة للغاية ومن المنطقي أن يكون هذا هو الحال بعد نصف قرن من البقاء في ظروف جد قاسية، من المستحيل أن يدوم هذا الوضع الى مالانهاية.
– الحاج أحمد معروف جيداً في أمريكا اللاتينية حيث كافح ولسنوات عديدة من أجل القضية الصحراوية. لكن وكما هو معلوم فقد أعلن عدم إنتماءه البوليساريو، ما هي التغييرات في نهج وتقدير الصراع التي لديكم من خارج قيادة الجبهة؟
نعم، لقد بذلنا الكثير من الجهود في هذه القضية. ومن أجلها حارب العديد من الصحراويين وفقدوا أرواحهم في سبيلها، ناهيك عن خمسين عامًا تقريبًا من المعاناة والصعاب التي عاشها شعبنا.
ربما كانت الأمور ستختلف وستكون الأضرار والتضحيات أقل بكثير لو لم يكن هناك الكثير من الأخطاء من جانب القيادة السياسية للبوليساريو. كان العيب الرئيسي، في رأيي: عدم قدرتهم الطبيعية على قراءة الظروف والسياقات التاريخية. ربما لأنهم لم يكونوا قادرين على التخلص من العقلية القبلية القديمة، وتشبثهم بالبنية الإجتماعية المتخلفة.
لكل هذه الأسباب نشبت الأزمة الأولى في عام 1988، مما تسبب في صراع سخيف وعبثي على السلطة، وبالتالي شرخًا كبيرًا على مستوى الزعامة. كان طريقة علاج الأزمة أسوأ حيث تم تأسيس القبلية كأيدولوجية للنظام السياسي. كان هذا بداية تدهور جبهة البوليساريو التي أصبحت اليوم تمثل مشروعا فاشلا بلا شك. ومن المنطقي أنه في ظل هذه الظروف ، تنشأ الانقسامات والتمردات والانشقاقات أخيرًا، مثل تلك التي نتجت عنها الحركة الصحراوية من أجل السلام. هذه الأخيرة ، كظاهرة سياسية غير مسبوقة، تشكل حالة قطيعة مع الماضي، ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
إن الفكرة في جوهرها هي تصحيح المسار ووقف رحلتنا إلى المجهول، والرجوع إلى نهج مقاربة جديدة بخلق تصورات أكثر واقعية، خاصة فيما يتعلق في البحث عن حل للمشكل.
2- لطالما وصفت البوليساريو كل حركات المعارضة بأنهم عملاء للمغرب، ماذا تقول لمن يزعم مثل هذا التصريح؟
لطالما كانت قيادة البوليساريو مصحوبة بنوع من الذهان التآمري الذي دفعهم إلى ارتكاب أخطاء جسيمة، وحتى جرائم شنيعة، ومرد ذلك أن معظم القادة التاريخيين للبوليساريو كانوا أجانب من مواليد المغرب والجزائر وموريتانيا، وهم أشخاص غير معروفين لسكان الإقليم، ولم يكن لديهم سوى الصلة القبلية مع بعض العائلات والعشائر في الصحراء الإسبانية آنذاك، ومن هنا يتضح انعدام الثقة لهؤلاء الأشخاص وهلعهم من أي محاولة للتأمر ضدهم.
كان عاديا لأي شخص تجرأ على الاحتجاج أو إظهار موقف مخالف للقيادة السياسية، أن ينتهى به الأمر إلى تصنيفه على أنه “مندس” أو “متآمر” أو عميل في خدمة أجندات قوى أجنبية، فمن الطبيعي بعد إعلان حركتنا أن يتم تصنيفنا كالأوغاد في أخر فيلم لدعاية جبهة البوليساريو.
3 – تتكون حركتكم من شخصيات قاتلت ضد الاستعمار الإسباني ومجموعة من الشباب، كيف تكون حلاً بديلاً لجبهة البوليساريو التي يعيش الآلاف من الناس تحت مظلتها، وحيث للجزائر الكلمة الأخيرة؟
إنبثقت حركتنا في سياق إتسم بانعدام الآفاق وشلل في عملية السلام ويأس السكان وفقدان الثقة في قيادة حركة يبدو أنها منهكة، وفي حسابها الكثير من الأخطاء، أمام هذا الخطاب الراديكالي والطوباوي، الذي أصبح متجاوزا، في مقابل ذلك تدافعُ حركة صحراويون من أجل السلام عن طرح براغماتي وتصور عقلاني وممكن قابل للتطبيق، على المدى القصير ، نحن راضون بتشجيع الحل السلمي ومنع إضاعة المزيد من الوقت والفرص، إذا سمح المجتمع الدولي والجهات الفاعلة المؤثرة، يمكن أن تشكل حركة صحراويون من أجل السلام، بالطبع، نقطة تحول في هذه العملية الطويلة.
4- رأينا أنك أرسلت رسائل إلى جهات دولية مختلفة ، كيف يتفاعل المجتمع الدولي مع الحركة التي تقودها؟
لقد ظهرنا في خضم ظروف الوباء، ومع ذلك فقد قدمنا عرضًا رائعًا للتعريف بأنفسنا وشرح مبادئ وأهداف مشروعنا، لقد تلقينا علامات مشجعة، نحن لا نشكو من الحصيلة التي حققتها الحركة إذا اخذنا بعين الإعتبار ظروف الشلل العام الناجم عن أزمة فايروس كوورنا.
5- حسب مراقبين دوليين مستقلين ومبعوثين من الأمين العام للأمم المتحدة ، نظم المغرب في عام 2016 انتخابات حرة وشفافة، حيث كانت أعلى نسبة مشاركة في منطقة الصحراء، هل تعتقد أن مشروع حركة صحراويين من أجل السلام لديها أكثر قابلية إندماج في إنتخابات مماثلة داخل مخيمات تندوف؟
من الواضح أنه لا في مناطق الصحراء الغربية، حيث جرت انتخابات عام 2016، ولا في مخيمات تندوف حيث تنظم البوليساريو انتخاباتها دون خصوم أو مراقبين، فإن الظروف غير ملائمة لمشاركة لحركتنا.
هناك أشياء كثيرة يجب أن تتغير قبل ذلك، إن ما نطمح إليه ليس الفوز في سباق إنتخابي ، بل الإنتصار في معركة السلام ، وتسهيل خروج مشرف وكريم يسمح بنشر الطمأنينة والعدالة والرفاهية لشعبنا.
6- جبهة البوليساريو صرحت دائما بأنها الممثل الوحيد للصحراويين، ما هي استراتيجية حركة صحراويون من أجل السلام بأن تكون على نفس مستوى تمثيل جبهة البوليساريو؟
لم تتنافس جبهة البوليساريو مع أي قوة سياسية أخرى في تاريخها. وأعلنت نفسها على أنها الممثل الوحيد لمجرد أنها نشأت في وقت الانسحاب الإسباني من الإقليم.
وبالرغم من إدعاء التمثيلية وجب أن لاننسى أنه بسبب الصراعات الداخلية تخلى العديد من الكوادر والأطر، بما في ذلك كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين، عن الجبهة في العقود الأخيرة. في الوقت الحالي، يتواجد البوليساريو بقوة فقط في مخيمات اللاجئين لأنه يسيطر على كل شيء من المياه والمساعدات الإنسانية إلى تصاريح التجول. بالنسبة لحركتنا تتمثل استراتيجيتنا في الانتشارن خارج المخيمات وفي الإقليم وفي الشتات والاستعداد للمرحلة مابعد الحل.
7- ما رأيك في طلب إحصاء السكان الصحراويين في المخيمات الذي يطلبه المجتمع الدولي من المفوضية؟
نحن نركز على سيناريو يتضمن تفكيك المخيمات وعودة اللاجئين، فمن المستحسن أن نجد حلا بسرعة للمشكل لتنهي المفوضية عملها داخل مخيمات اللاجئين وأن يتم تذكرها كإشارة إلى كابوس من الماضي
8- هل تعتقد أن الجزائر هي المستفيد الوحيد من هذا الصراع ولهذا لا ترغب في اتفاق حل مع المغرب؟
ما يمكنني قوله على وجه اليقين هو أن الصحراويين، هم وحدهم الذين تعرضوا للضياع وسوء المعاملة وهم الأسوء حظا طول هذا الصراع.
9- ما هو الحل برأيك لنزاع الصحراء، عودة السلاح كما يهدد العديد من قادة الجبهة، أو الوضع الراهن الذي تريده الجزائر، أو مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب أم أن هناك حلًا آخر ستقدمه حركة؟
أعتقد أن العودة إلى السلاح سيناريو غير مرجح وشبه مستحيل، بالطبع هناك حل أخر، ويجب أن يكون هناك بالفعل الحل المرغوب، الحل الوحيد الممكن، والقابل للتطبيق الذي نعتقد أن لدينا كل اليقين بأننا قادرون على بناءه والدفاع عنه، نحن في الحركة الصحراوية مستعدون أن نبذل كل جهدنا وطاقاتنا في المحاولة.
الرابط الأصلي للمقابلة:
https://fpp.org.pe/el-polisario-es-una-organizacion-totalitaria/amp/