الوئام الوطني - مع حلول فصل الخريف تصبح العاصمة نواكشوط بيئة طاردة لساكنتها بفعل ارتفاع درجات الحرارة وتكاثر الباعوض وانتشار البرك والمستنقعات.
وبالتزامن مع ذلك، توفر البوادي بيئة بديلة جاذبة للأسر التي تشد الرحال نحو مواطنها الأصلية في كثير من الحالات، أو نحو البوادي التي شهدت خريفا متكاملا، في بعض الحالات.
وينشد الموريتانيون سنويا مواطن اللبن والكلإ والمياه لقضاء فترة نقاهة بعيدا عن جو المدينة الصاخب والملوث.. غير أن رحلة الخريف لا تحلو دون أن تصطحب الأسرة خيمة يتم نصبها في الهواء الطلق، فتقي لهيب الشمس نهارا وبرودة الهواء الطلق ليلا، فتنساب تيارات الهواء البارد تحت أجنحتها الوارفة الظلال.
ونظرا للحاجة الماسة لاقتناء الخيام في فترة الخريف، درجت مجموعة من نساء العاصمة المعيلات للاسر على تكوين تعاونيات لإنشائها وبيعها في معرض يمتد على يمين الشارع المحاذي لدار الشباب الجديدة والمسجد المغربي، والمتجه نحو مقاطعتي السبخة والميناء.
يستمر التحضير لموسم بيع الخيام على مدى أشهر العام، فالعملية شاقة وتتطلب الكثير من الجهد بدءا بتحضير المواد الأولية (القماش) وانتهاء بالتطريز ثم العرض.
وتقول تاجرة الخيام أسماء، في حديث خاص مع وكالة الوئام الوطني للأنباء، إنها وزميلاتها ينتظر موسم الخريف كل سنة بفارغ الصبر، فهو موسم حصادهن الذي يعوض كافة الأتعاب والخسائر، بحسب تعبيرها.
وعن أحجام وأسعار الخيام المعروضة، أوضحت أسماء أن هنالك ثلاثة أحجام يتم بيعها كما يلي:
- خيمة كبيرة يصل طولها 20 مترا، ويتراوح سعرها ما بين 300 إلى 400 ألف أوقية قديمة
- خيمة متوسطة يصل طولها 8 أمتار، ويتراوح سعرها ما بين 60 إلي 70 الف أوقية قديمة.
- خيمة صغيرة يصل طولها إلى 4 أمتار، ويتراوح سعرها ما بين 35 إلي 25 الف أوقية قديمة.
وتضيف أسماء أن الإقبال على خيام المعرض النسوي لم يعد كما كان فى السابق، مشيرة إلى أن الطلبات باتت مقتصرة على الخيام الصغيرة الحجم نظرا لسعرها المنخفض مقارنة بأسعار المتوسطة والكبيرة، ومع ذلك فقليل من يدفع الثمن الذي نحدده، وفي كثير من الحالات يمضي الزبون دون أن يشتري.
وأكدت أسماء أن التحدي الأكبر الذي تواجهه تاجرات الخيام هو المنافسة الرجالية في هذا المجال، وخاصة من قبل الشركات المختصة بتنظيم الحفلات التي باتت تؤجر الخيام الجاهزة مع التجهيزات والعمال مثل "موريكوم"،MAURICOM واخواتها وهو ما أدى الى ركود تجارتنا، على حد وصفها.
وقالت أسماء إن تلك الشركات قضت بشكل نهائي على فرصهن في تأجير الخيام في المناسبات الاجتماعية، وحتى في المواسم الانتخابية، مؤكدة أن فصل الخريف بات أملهن الوحيد رغم تراجع الطلب.
وطالبت أسماء وكالات تآزر والدمج وبقية الداعمين بانتشال قطاعهن قبل فوات الأوان، مشيرة إلى أن النساء العاملات في مجال إنشاء وبيع الخيام معيلات لأسرهن، وقد تأثرت تجارتهن بعوامل كثيرة ليس أقلها انتشار فيروس كورونا.
تقرير/ جمال ولد أباه