لتبقى شجرة المواطنة سامقة في سماء الأمجاد \الصحفي الكبير والإعلامي البارز محمد الخرشي عبدالله السالم

 

إن المراقب والمتتبع لما يجري في الساحة من حراك إعلامي وسياسي يدرك أن خطابا مسؤولا وواعيا لمتطلبات المرحلة بدأ يحتل مساحة واسعة في خريطة اهتمامات الرأي العام الوطني متجاوزا بذلك الخطاب الرجعي العنصري والشرائحي وساميا فوق الفكر المهزوم ومتعاليا- والحق يعلو ولا يعلى عليه- في بعده الوطني الموظف لعناصر القوة لما هو فاعل في مسار اللحمة الوطنية وفكرها المستنير بنور رسالة ( إن أكرمكم عند الله اتقاكم  ) والمتناغم مع المتغير الجديد المبشر بعهد المواطنة الفاعلة والمصالحة والمدرك لدورها في برنامج ( تعهداتي  ) الذي نال ثقة شعب يطمح لمستقبل ينعم فيه بالرفاهية والتقدم وديمقراطية المواطنة الفاعلة المتحررة من وهم التخلف والقادرة على تفعيل عناصر قوتها لخدمة الإنسان الغاية والوسيلة لأية تنمية بشرية يراد لها النجاح والاستمرار  .

هم إذا وجدو في المناخ الحالي فرصة مواتية لتصدر المشهد السياسي و الإعلامي لإشاعة ثقافة غرس فسيلة المواطنة الناجعة والسليمة في الذاكرة الجمعية للأمة في تربتها الصالحة المخصبة بسماد العدل والمساواة و المسقاة بماء قيم التسامح و الإنصاف لتمتد عروقها في تاريخ جغرافيا الماضي المشترك الجميل ممتصة منه غذاء الحياة الكريمة ومسببات النمو الناجع في بيئة ملائمة لزراعة ( وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض  ) لتنمو شجرة المواطنة باسقة في سماء الوعي الناضج فيلفظ جذعها قشور الشرائحية وأخواتها وتزدان الأغصان في خضرتها و تينع الثمار الطيبة لقاطفها فيدرك الجميع أن المواطنة تعني الحياة الكريمة بكل تجلياتها و أن صيانة مشروعها يتطلب تعهدها بالمتابعة والرعاية الصحية لتظل شجرة المواطنة سامقة في سماء الوجدان محاطة بسياج الوحدة الوطنية و محصنة من المتغيرات ورياح المواسم و الآفات الضارة بقوة العناصر الجامعة و الموحدة ووعي النخبة الراشدة والمسؤولة و الساهرة على تأمين المنجز في مكانه و زمانه بحراسة ثغوره من عبث العابثين و كيد الكائدين في مظهر من مظاهر التلاحم الجماهيري المنكب فيه بالمنكب والساق بالساق حتى لا تبقى فيه فرجة لشيطان التفرقة و زراع الفتنة الطائفية ( لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه  ) إنها عقيدة شعب وحدته رسالة آمن بها قولا وفعلا و طبعت ثقافته بطابع المحبة و التوادد والتراحم  ( أحب الناس إلى الله انفعهم للناس  ) و اذكت فيه روح الإيثار وجعلت منه رسول محبة وتسامح وسفير سلام و داعية بأخلاقه قبل أقواله لا غرو إذا أن يتنافس الواعون والمهتمون بقضيتهم الوطنية  في ميادين زراعة شجرة المواطنة المثمرة في موسم البذر الحالي وأن نرى في المقدمة النخبة وقادة الرأي والسياسيين والحقوقيين المعروفين بنضالهم المستميت من أجل تحقيق أهداف بناء دولة المواطنة الفاعلة و العادلة و المتصالحة فيها نحيى في عز و أمن و كرامة إنسانية. 

محمد الخرشي عبدالله السالم

اثنين, 31/08/2020 - 00:03