الفساد المقاولاتي!

 

حائط الملعب البلدي المشيد حديثا بحي العرقوب بمدينة لعيون جثا على ركبتيه جراء الأمطار. يذكر أن ملعبا آخر سبق وأن تولى بناءه مقاول في نفس الحي، قام بتبليط أرضيته بالحجارة الحمراء الصغيرة(گرافية) فلم يصلح للعب، وسرعان ما سقط حائطه وابتلعت الرمال أرضيته واستغلت مساحته لبناء مرافق حكومية أخرى.

عشرات الملايين أهدرت في الملعب الأول وذهبت أدراج الرياح وغيرها كثير أهدر في طرق ومدارس وسدود ومنشآت حكومية ومشاريع تنموية شيدت بلا إتقان وتملصت من الرقابة تحت جنح الإهمال. شيدت بالملايين وذهبت إلى جيوب المقاولين وبقيت تمويلاتها ديونا ضخمة على ظهر الوطن والأجيال القادمة..

أذكر هنا؛ بأن منزلنا بني في نفس الحي في الستينيات مع نشأة الدولة، بني بالحجارة المحشوة بالطين المدعم بالأسمنت ولا يزال واقفا والحمد لله رغم عاديات الزمن والأمطار والعواصف.

أما الملعبان؛ فشيد أحدهما مطلع القرن القرن الواحد والعشرين والآخر في أواخر العقد الثاني من نفس القرن! فأحدهما اندثر ولم يتبق منه إلا ما يتبقى من ضرس اقتلعها طبيب أسنان مبتدئ، والآخر جثا حائطه على ركبتيه.

وكليهما شيدا بعشرات الملايين بينما منزلنا شيد بالباقيات الصالحات ولم يحتج بناؤه إلى صفقة مناقصة وحضور لفيف من أهل المخزن لتشييده وتصويره وتضخيمه. ولو سقط الآن بعد أكثر من خمسة عقود من الوقوف فلن نعاتب جدرانه على أخذ قسط من الراحة بعد خمسة عقود من الصبر..

هنا نواذيب. لم أخرج حتى أرى كيف افتتحت تكملة العام الدراسي ولم أترصد صوت الجرس.

أتمنى التوفيق لكل الزملاء السابقين وللتلاميذ أيضا. وأتمنى على التلاميذ والمدرسين القاطنين في المناطق المطيرة أن لا يقبلوا تناول الحصص داخل أقسام متصدعة الجدران حتى ولو كانت مدشنة هذا العام حفاظا على حياتهم...

الساعة 12:38 وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

المدون: خالد الفاضل

ثلاثاء, 01/09/2020 - 15:12