الإعلامي البارز محمد ولد الخرشي/على قدر اهل العزم تأتي العزائم...

على قدر أهل العزم تأتي العزائم إن إرادة الإصلاح الشامل لدولة المواطنة تتجسد اليوم على أرض الواقع رغم تحديات المرحلة وإكراهات كورونا المدمرة عالميا في سابقة غير معهودة من تاريخ البلد إذ يعلن عن خطة اقتصادية طموحة بهذا المستوى في نهاية الموازنة العامة للدولة وبغلاف مالي في حدود 240 مليار أوقية قديمة وعلى الموارد الذاتية للبلد وفي الوقت الذي تنجز فيه مشاريع أخرى في مجالات خادمة للمواطن وملامسة لواقعه المعاش. وهي خطة في تفاصيلها ستغير المشهد التنموي وتعزز من أداء القطاع العام والخاص في الوقت الذي يحتاجان فيه إلى جرأة في هذا المستوى وقرار بهذا الحجم يبرهن على عزم وإصرار أصحاب القرار على بناء دولة المؤسسات والرفاه الاقتصادي وهي لعمري ستحسن وتطور أداء وقدرة الطواقم المنفذة وستخلق تنافسية من خلال إعداد الدراسات والبحوث والإشراف والرقابة في بيئة ملائمة تتميز بالصرامة والشفافية وتوخي المردودية وإضافة قيمة الجودة إلى المنجز وإشاعة ثقافة : (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) وذلك في تسيير الشأن العام (رحم الله عبدا إذا صنع شيئا أتقنه). لقد أهدرت أموال مشاريع وبرامج بسبب فساد العنصر البشري وعدم اكتراثه للمسؤولية وتفريطه في الأمانة وتجاهله للعواقب (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ). إن التغيير يبدأ بإعداد وتنمية المهارات لدى الطواقم المشرفة على برامج التنمية (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) حتى يكون المسؤول قويا على تحمل الأمانة أمينا في تأديتها يخاف يوما تعرض فيه الأعمال. لقد ضاعت فرص واستثمارات كثيرة وتبددت أموال الشعب هدرا بسبب فساد المفسدين وعدم اكتراثهم للعواقب. فما ضاع من مال الشعب نتيجة سوء التسيير كان كافيا لبناء عاصمة حديثة شوارعها وجسورها وصرفها الصحي ومرافقها الإدارية وشبكاتها الكهربائية والمائية والاتصالية منجزة وفق أعلى معايير الجودة لا ترى فيها عوجا ولا أمتا، عندما يزورها الزائر يفتن بجمالها على عكس مدينة انواكشوط التي تجاوزت سن التقاعد ولم تتجمل بحلي ذهبها ولم تتقوى بمنتوجها الزراعي وسمكها الغني ولم تتوكأ على عصا من حديدها كأن لم تغن بالأمس، كلما قطرت عليها قطرة من السماء ذرفت دموع الحزن والأسى على ساكنتها جراء برك شوارعها التي لم تلامس جسدها المنهك. إن ما تدفعه الدولة اليوم من فوائد على ديون المشاريع الفاشلة والبرامج المتعثرة والتي لم يستفد منها إلا أشخاص قليلون منهم من قضى نحبه ومنهم ومن ينتظر وقد بدلوا وغيروا وحرفوا ودلسوا، فهذه الفوائد كافية لبناء وتشييد عشرات الطرق السيارة بين المدن وفك العزلة عن البقية الباقية (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) عظم الله عزاءنا وعزاءكم ورحم السلف الصالح وبارك في الخلف. ومن الحكمة والذكاء أن نعتبر ونتدبر بما يكتب في تاريخ البلد حاليا من مضامين واضحة الدلالة مفهومة المقاصد والغايات لا لبس فيها، تبين عن فكر الإصلاح وترشيد الموارد بشرية كانت أو مادية وفق أسلوب جديد مضبوط بضوابط الحكامة الراشدة والمتابعة الدقيقة لتتحقق النتائج المرجوة (إن للعهد عندي لمعنى). محمد ولد الخرشي عبد الله السالم

اثنين, 07/09/2020 - 07:30