لا شك أنكم لاحظتم جميعا التراجع الكبير للخرجات الإعلامية -إلم يكن الصمت المطبق- لمعشر "الحربائيين"، خلال الأسبوعين الماضيين؛ فبعد ما كانت تغص بهم صفحات التواصل الاجتماعي وتضج بهم المحطات السمعية-البصرية وتزدحم بهم منابر الندوات والنقاط الصحفية، خفتت فجأة الأصوات "الحربائية" إلى حد الاختفاء.
فما هو -يا ترى- السر وراء هذا التحول ادرامي؟
١- مما لا مراء فيه أن المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس السابق، السيد محمد ولد عبد العزيز الأسبوع قبل الماضي، أربك سرديات "الحربائيين"، حيث تم تفريغ عدة قضايا (صناديق آكرا، جزيرة "التيدره"، سرب السيارات، أزمة "المرجعية" واللجنة البرلمانية وتبعاتها الجارية...) من محتواها الدعائي، مما أجبر خصم الرئيس السابق على التفكير مجددا في سرديات بديلة. فبعد هذا المؤتمر الصحفي، لوحظ تحول كبير داخل الرأي العام الوطني لصالح الرئيس السابق وضد آلة الاستهداف المسبق والتشويه الممنهج،
٢- لقد شكل السجال العارم حول "المأمورية الثانية" لرئيس البلاد الحالي، صدمة كبيرة داخل الأوساط "الحربائية" التي قلقت بمجرد إثارة هذا الأفق، كما أصبحت تستشعر شبح المنافسة من "الحلفاء الجدد" حتى وإن اختلفوا فيما بينهم، تماما كما حدث إثر التقارب مع المعارضة بقيادة "حزب تواصل" ("الإخوان")،
٣- قناعتي الشخصية أن "تعليمات عليا" صدرت إلى الجهات “المحفزة" لوضع حد للغوغاء "الحربائية"، وهي خطوة إيجابية تماما من منظور المصلحة العامة، وستكون مثالية لو تلتها خطوتان صحيحتان إضافيتان: إيقاف المضايقات السياسية والأمنية غير المبررة ضد الرئيس السابق السيد محمد ولد عبد العزيز، وإعادة إطلاق الحملة ضد الفساد والمفسدين على أسس موضوعية وغير انتقائية،
٤- ولعل أجواء الخريف الجميلة الحالية والأمطار الغزيرة التي تهاطلت -و لله الحمد- على جل مناطق البلاد، قد ساهمت هامشيا في تحسين المتوسط الميزاجي داخل البيئة "الحربائية"...