إن مشروع بناء دولة النماء و التقدم (تعهداتي) وسع مساحة المشاركة ورفع منسوب الطموح الوطني لدى النخب المهتمة و حفز الرأي العام الوطني على تبني فكر الإجماع الواعي و المستوعب لثقافة دولة الجميع و فك العزلة عن بعض النخب الفاعلة في المشهد السياسي و أعاد الاعتبار إلى المواطن غايته وهدفه و فعل الدورة الدموية في جسم الوطن و انتظمت حركة القلب (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله) و توسعت قنوات شبكة الشرايين و ضخت دماء جديدة في الخلايا و تنفست الرئة هواء نقيا و زالت آلام المفاصل و لوحظ تحسن الشهية السياسية و هضم الرأي الآخر بسهولة و تقلصت انقباضات القولون و تحسن منسوب الحموضة في المعدة و هدأت حركة الأمعاء و ارتفعت درجة حرارة المواطنة و اعتدل الضغط و بما أن المعادن جزء من تكوين الجسم فهو لا يستغني عن عائدها لزيادة القوة و المناعة و قوة التركيز و قد استفاد البلد من نسبة معتبرة لا شك ستقوي عضده، و استمعت الأذن بوضوح إلى نداء (حي الصلاة حي على الفلاح) و أبصرت العين السليمة حقيقة الصورة المرسومة في الأفق بكل ألوانها المعبرة عن جمال الوطن و المعلقة في سماء الأمجاد بحبل متين و ما كان ذلك ليكون لولا سلامة الرأس و ما وعى و حكمته في علاج و تشخيص الحالة وفق بروتوكول صحي محكم يعتمد على تحصين البلد من الأمراض بالقضاء على الفيروسات بالمضادات الحيوية و اتباع حمية غذائية صحية متكاملة مكوناتها من المنتوج المحلي و السكن في البيئة الملائمة للحياة الكريمة و ملازمة الأذكار المأثورة و في الوقت المخصوص و الابتعاد عن المصابين بأمراض فتاكة و معدية و ملازمة الجماعة ((يأيها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين)) إن هذه الوصفة هي التي ستسمح لموريتانيا بالحركة السليمة و المضمونة العواقب تجاه الأهداف المرجوة طبقا لتعليمات الطبيب المختص و بإشرافه المباشر و حتى نضمن نجاح القفزة الأولى و نسجل الهدف الأسمى في مضمار السباق و نقدم أرقاما مشجعة في مؤشرات الاقتصاد العالمي و نحتل المكان المناسب في الصفوف الأول و يقرأ الجميع بطاقة تعريفنا واضحة وضوح شمس رابعة النهار، لابد إذا من أن نؤسس نظاما تعليميا وطنيا يعد الأجيال لتحمل مسؤولياتهم في هذا المشروع المتكامل و يجعل من ثقافة البحوث و الدراسات بوصلة هذا الجهد لنقدم أرقاما ايجايبة و صحيحة للحالة المشخصة للواقع كما هو، و نؤمن البلد تأمينا شرعيا و صحيا من مخاطر الأمراض المزمنة و المتنقلة عبر الحدود ولا نصاب مستقبلا بصداع الفساد و المفسدين، إنه الوطن فوق كل اعتبار آخر (كلم راع و كلكم مسؤول عن رعيته).
محمد الخرشي