لقد بتنا نعيش في كنف "موريتانيا جديدة" بكل ما تحمله الكلمة من شحنات إيجابية، تتوسع فيها دائرة المواطنة على حساب الانتماءات الضيقة التي طالما اتخذها البعض وطنا بديلا، والتي ظلت تشكل دويلات داخل الدولة الأم نظرا لشعورهم بعجز تلك الأم عن احتضان وإرضاع أطفالها.
لكن الأم استعادت اليوم وعيها وحنانها وعطفها على أبنائها، وباشرت رعايتهم وإطعامهم وسقايتهم وتأمينهم، والأهم من كل ذلك توحيدهم تحت رايتها الخفاقة، وجمعهم تحت ظلالها الوارفة، وإقناعهم بأنها لن تتخلى عنهم، وأنه لا حاجة، بعد اليوم، للتفكير في بدائل عنها.
لقد وفر رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، خلال عام واحد من قيادة البلد، الأجواء المناسبة لاستعادة المواطن ثقته في وطنه، وذلك من خلال انتهاج سياسة انفتاح سياسي ساهم في إشراك الجميع في رفع خيمة البلد، وتشارك الكل في الاستفادة من ثرواته التي ظلت شاة بفيفاء.
وفضلا عن ذلك الانفتاح، الذي جاء بعد إغلاق كامل فرضه فيروس "الفساد" طيلة عقد كامل من الزمن، حرص رئيس الجمهورية على تطبيق الدستور بشكل حرفي، خاصة فيما يتعلق بمواد فصل السلطات، ففرض على السلطة التنفيذية النأي عن محاولات التأثير والتدخل في عمل باقي السلطات، فوجد البرلمان ضالته في ذلك الفصل ليضطلع بمسؤولياته تجاه منتخبيه، وليستخدم صلاحياته الرقابية والعقابية، فشكل لجنة تحقيق برلمانية في ملفات فساد كبرى تمت في العشرية الأخيرة.
ولم تتقاعس السلطة القضائية عن الإستفادة من سياسة الرئيس التي تحترم فصل السلطات، فأمسكت بملف الفساد بعد أن سلم البرلمان تقرير لجنته المتضمن لفساد لم يكن لأحد أن يتصور حجمه ولا خطورته ولا تأثيراته المستقبلية على اقتصاد البلد ووضعه الاجتماعي والأمني.
ومع محاولة البعض، خاصة في الموالاة، التعبير عن تأييدهم للرئيس من خلال مبادرات سياسية تثمن ما تحقق من إنجازات، كان رفض رئيس الجمهورية لهم بالمرصاد، فلا نفاق ولا تزلف ولا تضخيم بعد اليوم.
لقد كانت زيارة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لمدن شرق البلاد، على خلفية تضررها من سيول الأمطار الغزيرة التي شهدتها مؤخرا، بمثابة القشة التي قصمت ظهر بعير التزلف والنفاق، ووأدت المبادرات القبلية والجهوية تحت ثرى الولاء للوطن، حيث كانت زيارته التفقدية أول زيارة داخلية لرئيس لم يعلن عنها، ولم يسمح فيها لساكنة نواكشوط، من ساسة وأطر ورجال أعمال ووجهاء، بمزاحمة ساكنة المناطق المزورة، فقابل الرئيس المتضررين وجها لوجه من دون وسيط، واستمع لشكاويهم وعايش همومهم وساعدهم وتعهد بحل مشاكلهم.
إن السياسة التي انتهجها رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، منذ وصوله لسدة الحكم، تسير بخطى ثابتة نحو ترسيخ دولة المواطنة، بعيدا عن الانتماءات الضيقة التي لا تجلب نفعا ولا تدفع ضرا.
تحرير وكالة الوئام الوطني للأنباء