وكالة الوئام الوطني - قال الباحث محمد الأمين ولد عبد الله ولد أباه، في مقابلة حصرية مع وكالة الوئام الوطني للانباء، إن الإعلان عن منح جائزة رئيس الجمهورية للمتون الفقهية من شأنه أن يعيد نقل العلوم الشرعية من بطون الكتب إلى صدور الرجال.
نص المقابلة:
وكالة الوئام: كيف استقبلتم الإعلان عن منح جائزة المتون الفقهية باسم رئيس الجمهورية؟
الباحث محمد الأمين ولد عبد الله ولد أباه: بسم الله الرحمن الرحيم، اولا اود أن أشكر ما تفضلتم بالدعوة له، وأشكر المشاهدين على ما سيتحلون به من تفهم، كما اشكر وكالة الوئام على البعد المتعلق بعمق السؤال.
طبعا بالنسبة لي فالمتون الفقهية تتعلق بالمحظرة التي لها خصوصيات، فقد كانت تدار فوق العيس، بمعنى أنها لم تتوقف أبدا، فرغم ما حل بالبلد من جفاف ظلت المحظرة شامخة متواصلة دونما توقف، وكان موت العالم يوصف بالمكتبة التي احترقت، يعني اختفت الكتب واختفت المتون.
أتذكر مرة أحد العلماء كان يملي علي نصا وليس بين يديه كتاب، ثم قال: "وانتهى منه بلفظه"، وكان يؤلف كتابا ويعزو لفحول العلماء مثل"بيان التحصيل" لابن رشد، وهو كتاب لم يطبع بعد في ذلك التاريخ، وأنا عندما قدمت إلى السعودية لاحظت أن كل الموجود من هذا الكتاب هو ثلاثة أجزاء فقط، ومع ذلك فهذا العالم يحفظه عن ظهر قلب.
وعودة لسؤالكم، فإن إعادة الاعتبار للمحظرة يعتبر أمرا غلية في الأهمية، وهذا حلم ظل يراودني كثيرا.
إن هذا القرار قد أعاد الاعتبار للمحظرة من وجهين، أحدهما اهتمام رئيس الجمهورية بالمجال، والثاني تأسيس جامعة تستقطب العلماء للتدريس فيها، وهو أمر ينبغي لفت الانتباه إليه، فقد كانت المتون معرضة للاختفاء لولا هذه اللفتة الكريمة التي ستنقلها من بطون الكتب إلى صدور الرجال، وسيادة رئيس الجمهورية أعادها إلى صدور الرجال بهذه اللفتة الكريمة.
وكالة الوئام: هل تتوقعون أن تسهم الجائزة في الاقبال على حفظ المتون الفقهية وشروحها.
الباحث محمد الأمين ولد عبد الله ولد أباه: كما قلت وسأكرر أنه لولا هذه الجائزة لبقي العلم بين بطون الكتب لا في صدور الرجال، كما هو أصلا من ميزة علماء المحظرة الذين كانوا يحفظون الكتب ولا يحتاجون إلى كتاب ليكون مرجعا لهم، إذ أن مرجعهم دائما هو ما حفظوه في صغرهم من كتب ومتون، وطبعا هذه الجائزة أعادت الاعتبار وستعيده أكثر إلى المسار المحظري، وهذا شيئ في غاية الأهمية، ولا أعتقد أنها فكرة بسيطة، فهي فكرة من له خلفية محظرية، ونحن نعرف أن رئيس الجمهورية ووزير الشؤون الاسلامية، وحتى الوزير الأول، لديهم خلفية محظرية ويعرفون كيف كانت المحظرة في الماضي وكيف صار حالها في الوقت الراهن، وما هي الطرق الكفيلة بإرجاعها إلى سابق عهدها، ومن الواضح و الاكيد أن صاحب هذا القرار -أعني رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني - لديه خلفية محظرية صوفية.
وكالة الوئام: ما تقييمكم لأداء المصالح المختصة بالشؤون الاسلامية ضمن تنفيذ الحكومة لبرنامج "تعهداتي"؟
الباحث محمد الأمين ولد عبد الله ولد أباه: برنامج تعهداتي حسب ما سمعت أنه تحت إشراف لجنة مختصة تعمل يوميا على تقييمه، وستأخذ الدروس المستخلصة من ذلك التقييم، وهي مسألة أعتقد أن الحكومة أكثر علما بها مني شخصيا، وكذلك هو حال الجهات المختصة ذات الصلة المباشرة، ولذلك فلا يمكنني الرد على هذا السؤال بكامل حيثياته، وحسب ما سمعت فهناك عدة لجان فرعية متخصصة تعمل على تنزيل البرنامج، ومن ضمنها طبعا لجنة تعمل على تنفيذ التعهدات المتعلقة بالشؤون الاسلامية، والتي ستأخذ الدروس المستخلصة من عملها والاستفادة من النواقص والأخطاء. وعلى العموم فهذه المسائل تعني اللجان المختصة أكثر من غيرها، وتعني قبل ذلك رئيس الجمهورية الذي أطلق برنامجه "تعهداتي" وأمر بتشكيل اللجان وعهد الى حكومة وزيره الأول بتنزيله .
الوئام الوطني - شكرا لكم على قبول دعوتنا وعلى ما اتحفتمونا به من أجوبة وردود شافية حضرة الباحث والمختص في الشؤون الاجتماعية والمحظرية الأستاذ محمد الأمين ولد عبد الله ولد اباه .
أجرى الحوار/ جمال السالك